آراء ومواقف

الرصاصة كانت في قلبي

فيصل علي

لك الحمد ياعظيم الرجاء، لك الشكر من هنا حتى سدرة المنتهى ، لك الحمد حتى يعم الرضا ، لك الحمد لا أحصي عليك الثناء، لطفك وحده هو من أبقى لي الأمل بأن أرى هديل تتماثل للشفاء.

لك الحمد ياعظيم الرجاء، لك الشكر من هنا حتى سدرة المنتهى ، لك الحمد حتى يعم الرضا ، لك الحمد لا أحصي عليك الثناء، لطفك وحده هو من أبقى لي الأمل بأن أرى هديل تتماثل للشفاء.
منذ نهاية شهر يوليو 2015 حين أصيبت هديل فيصل بطلق ناري، استقر في رأسها بفعل الغزاة من مليشيات الحوافيش على تعز، كنت أعيش آلام ابنتي وأهل مدينتي، وهناك من كانت آلامه أعظم وأشد، ومازالت الآلام تتوالى علينا في المدينة العربية التي تحاصرها القوات الموالية لإيران، وأحجمت قوات التحالف عن فك الحصار نتيجة لضغوط دولية لا تريد للدم التعزي أن يجف.
فتعز بتصنيف عفاش عبر تقاريره المرسلة دوليا مخزنا بشريا للإرهاب، فكل تعزي إرهابي بحكم سنيته ، فالإرهاب الذي قال عنه صالح في واشنطن، إبان زيارته لها أيام حكمه، أن اليمن تعاني من الإرهاب، والإرهاب المتفق عليه بينه وبين محاربي الإرهاب الدولي هو المذهب الشافعي السني، حتى لو كان من يوصفون بالسنة لا يلتزمون لا بدين ولا بمذاهب ، لكنها التجارة الدولية الرائجة التي استلم بها معظم الأسلحة والنواظير الليلية والقناصات وملايين الدولارات، ومعظم هذه الأسلحة والقناصات هي التي يستخدمها “حرس العائلات المقدسة” لقنص أهلنا في اليمن وفي تعز بالتحديد، وكان نصيبنا منها هذه الرصاصة التي ظلت في رأس ابنتي مايزيد عن ستة أشهر.
طيلة الفترة الماضية انعدمت الأدوية عن تعز، وامتلأت المستشفيات بالحالات الحرجة، عادت هديل إلى البيت لأن هناك حالات أشد من حالاتها، حاولت إخراجها من تعز، لكن تعز محاصرة، ونحن أيضا ككل المواطنين الذين لا نستخرج بطائق شخصية وجوازات سفر إلا عند الضرورة، مؤخرا بسبب الحرب والحصار الجائر لم يكن هناك لا بطائق تستخرج ، ولا جوازت أيضا، حاولت عن طريق الرياض الحصول على تأشيرة دخول قالوا أنت في ماليزيا، إن أردت تعال لأي منفذ يمني وستمنح فيزا بقيمتها عبر تجار الفيز في حكومة هادي، لا أريد سوى أن آتي لأجد طريقة لإخراج ابنتي لأجل العلاج، لا أحد يلتفت لك ، لكن مهرج كعلي البخيتي يمنح فيزا ويذهب لعاصمة عربية طالما لعنها على الهواء ، باع الهواء وذهب ليبيع الهواء عبر قنوات الفتنة التي كان يسميها، المهم أن الانتهازية حظوظ والإنسانية تغيب وقت الحاجة.
تكرمت قوات التحالف بإنزال 40 طنا من الأدوية عبر الجو في تعز، هذه الأدوية غطت احتياجات المستشفيات وأعادت الحياة للكثير من المرضى، ومن ضمنهم هديل التي أجرت اليوم هذه العملية، وأخرجت الرصاصة التي سكنت في قلبي ما يزيد عن 180 يوما.
احتفظوا لي بالرصاصة سأحتاجها يوما ما، ربما أعيدها بطريقة لأصحابها كأمانة يجب أن تعود أو على أي شكل مرتب ، يضحك الزميل علي فيصل من هذا الطلب ،ولا يدرك ما أقوله، لكنه سيدرك ذلك يوما ما.
عادت الحياة لقلبي مجددا يا هديل، يا صديقة أباك، سأشتري لك الآيباد حاضر هذا وعد ما قبل العملية في آخر اتصال بيني وبينها، المهم أن تخرجي من العناية المركزة بالسلامة.
شكرا لك أخي دكتور عارف المخلافي ، شكرا أبي وأمي واخي واخواتي وزوجتي وأولادي الذين تحملوا كل هذه المعاناة لحظة بلحظة، شكرا لكل قلب دعا لهديل بإخلاص شكرا لكل القلوب الطيبة التي أحست بهذا المصاب معنا، شكرا لكل من وقف مع تعز مدينتنا وللتحالف الذي زودنا بادوية لننقذ أهلنا وأطفالنا، والشكر لله أولا وأخيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى