الحوثيون يسيطرون على مركز “العبدية” جنوبي مأرب بعد أسابيع من حصارها
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قالت مصادر محلية، إن مسلحو جماعة الحوثي سيطروا اليوم الجمعة، على مركز مديرية “العبدية” جنوبي محافظ مأرب بعد حصارها لأربعة أسابيع متوالية.
وأفاد مصدر محلي اليوم الجمعة، لـ”يمن مونيتور”، بنزوح السكان في القرى المجاورة لمركز مديرية العبدية عقب سيطرة الحوثيين عليها”.
وأضاف المصدر أن المقاومة انتقلت إلى القرى المحيطة بمركز المديرية وتدور اشتباكات مع الحوثيين الذين يقصفونها بالمدفعية الثقيلة.
من جانبه، أعلن تحالف دعم الشرعية، مقتل أكثر من 180 عنصراً من مليشيا الحوثي، في هجمات للتحالف بالعبدية والقرى المحيطة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفاد التحالف، بأنه نفذ 40 عملية استهداف لآليات وعناصر الحوثيين، مشيراً إلى أن عمليات الاستهداف شملت تدمير 10 آليات عسكرية، وخسائر بشرية تجاوزت 180 عنصراً من مليشيا الحوثي.
والخميس، قال “عبدالعزيز الشدادي” مدير مكتب الصحة في محافظة مأرب لـ”يمن مونيتور”: هناك ثلاث وفيات بسبب عدم قدرة الطواقم الطبية على العمل في ظل حصار الحوثيين.
وأضاف الشدادي: هناك 24 جريح من المدنيين والجنود بينهم امراءة لم تتمكن الطواقم الطبية من مساعدتهم بسبب ندر الأدوية وقلتها.
وأشار إلى تعرض مستشفى العبدية للقصف يوم الأربعاء. وطالب المنظمات الدولية والأممية إدانة قصف المؤسسات الصحية وفك الحصار عن المديرية حيث يتعرض 35 ألف مدني للحصار.
وقال المبعوث الدولي إلى اليمن هانز غروندبرغ يوم الخميس إن الأمين العام للأمم المتحدة يتابع عن كثب الوضع في مديرية العبدية. وقال مسؤول رفيع الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تراقب حصار الحوثيين لـ”العبدية”.
واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح. ويفرضون حصاراً على “مديرية العبدية” في محاولة للوصول إلى المدينة لذلك يحاصرونها من كل الاتجاهات.
وأزالت “إدارة بايدن” الحوثيين من قوائم الإرهاب في فبراير/شباط الماضي بعد أسابيع فقط من قيام إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بوضعهم في القائمة. وقال البيت الأبيض في ذلك الوقت إن الإزالة لدواعٍ إنسانية وليس “لمكافأة الحوثيين”. لكن بعد أيام استغل الحوثيون العفو الأمريكي لبدء عملية عسكرية نحو مدينة مأرب.
وتمثل مأرب، ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك -التي تصاعدت مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014- آملين في بداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكن حملة الحوثيين جعلتهم في مرمى النيران، مهددين بنزوح جديد لا يعرف بعد إلى أين!
واستطاعت مدينة مأرب أن تعزل نفسها الى حد ما عن الحرب وآثارها بعد تحريرها من الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول2015، بفضل النفط والغاز فيها، وقيادة السلطة المحلية القوية الموجودة في المحافظة، والتوافق بين قبائلها، ما أدى إلى ازدهار الأعمال في المدينة على مر السنوات من افتتاح المطاعم إلى مشاريع البناء.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.