احتدام القتال بين الحوثيين والجيش اليمني جنوبي مأرب.. مئات القتلى خلال أسبوع
يمن مونيتور/ خاص:
تصاعد القِتال هذا الأسبوع بين جماعة الحوثي المسلحة والحكومة اليمنية ورجال القبائل في محافظة مأرب، وتركزت المعارك جنوبي المحافظة الغنية بالنفط التي يحول الحوثيون السيطرة عليها منذ أكثر من عامين.
قال زعماء قبائل ومسؤولون أمنيون يوم الخميس إن القتال أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 140 مقاتلاً هذا الأسبوع-حسب ما نقلت وكالة اسوشيتد برس.
وأضافوا أن أشد الاشتباكات اندلعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في الأجزاء الجنوبية من المحافظة التي تسيطر عليها الحكومة إلى حد كبير في منطقتي “العبدية” و”الجوبة”.
وقصف الحوثيون ليل الثلاثاء/ الأربعاء مركز مديرية “الجوبة” بصاروخ باليستي أدى إلى تدمير محطة بيع مشتقات نفطية.
وقال مصدر عسكري لـ”يمن مونيتور” يوم الخميس، إن القوات الحكومية ورجال القبائل دفعت بتعزيزات عسكرية إلى “مديرية الجوبة” حيث يحاول الحوثيون التقدم للسيطرة عليها.
و”الجوبة” استراتيجية بالنسبة لمدينة مأرب حيث سيتمكن الحوثيون من حصار المدينة إذا ما سيطروا على الجوبة.
وتمكن الحوثيون من تحقيق تقدم محدود شرقي “الجوبة” شمل مناطق: الروضة، والخوير، وقاموا بتفجير المنازل انتقاماً من خصومهم من “آل بحيبح” الذين يقودون المعارك ضد الجماعة منذ سبع سنوات.
وقال المصدر إن “الجيش الوطني والمقاومة الشعبية (رجال القبائل) يشنون هجمات مضادة ضد الحوثيين مسنودين بغارات من التحالف العربي الذي تقوده السعودية”.
أعلنت السلطة المحلية بمحافظة مأرب، يوم الخميس، عن “مديرية العبدية” منطقة منكوبة، مع استمرار حصار الحوثيين للأسبوع الرابع على التوالي.
وقال “عبدالعزيز الشدادي” مدير مكتب الصحة في محافظة مأرب إنها منطقة منكوبة فلا يوجد طريق آمن لوصول الأدوية والغذاء إلى المديرية التي يحاصرها الحوثيون منذ 25 يوماً.
وأضاف: هناك ثلاث وفيات بسبب عدم قدرة الطواقم الطبية على العمل في ظل حصار الحوثيين. وهناك 24 جريح من المدنيين والجنود بينهم امرأة لم تتمكن الطواقم الطبية من مساعدتهم بسبب ندر الأدوية وقِلِتها.
وأعلن التحالف العربي، يوم الخميس، مقتل ما يزيد عن 150 عنصراً من جماعة الحوثي في منطقة العبدية جنوب محافظة مأرب، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال التحالف، إنه نفذ 36 عملية استهداف ضد عتاد وعناصر الحوثيين في “العبدية” خلال 24 ساعة، شملت تدمير 11 آلية عسكرية والخسائر البشرية تجاوزت 150 عنصراً من الحوثيين.
و”العبدية” في جنوب محافظة مأرب، ويقطنها عشرات الأسر القبلية وعدد سكانها أكثر من 35 ألفاً من أهالي المنطقة والنازحين، ويحدها من الجهة الغربية مديرية ماهلية مأرب ومن الجنوب والشرق محافظة البيضاء، وجميع تلك المناطق تحت سيطرة الحوثيين.
واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح. ويفرضون حصاراً على “مديرية العبدية” في محاولة للوصول إلى المدينة لذلك يحاصرونها من كل الاتجاهات.
وأزالت “إدارة بايدن” الحوثيين من قوائم الإرهاب في فبراير/شباط الماضي بعد أسابيع فقط من قيام إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بوضعهم في القائمة. وقال البيت الأبيض في ذلك الوقت إن الإزالة لدواعٍ إنسانية وليس “لمكافأة الحوثيين”. لكن بعد أيام استغل الحوثيون العفو الأمريكي لبدء عملية عسكرية نحو مدينة مأرب.
وتمثل مأرب، ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك -التي تصاعدت مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014- آملين في بداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكن حملة الحوثيين جعلتهم في مرمى النيران، مهددين بنزوح جديد لا يعرف بعد إلى أين!
واستطاعت مدينة مأرب أن تعزل نفسها الى حد ما عن الحرب وآثارها بعد تحريرها من الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول2015، بفضل النفط والغاز فيها، وقيادة السلطة المحلية القوية الموجودة في المحافظة، والتوافق بين قبائلها، ما أدى إلى ازدهار الأعمال في المدينة على مر السنوات من افتتاح المطاعم إلى مشاريع البناء.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة. ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.