اخترنا لكمفكر وثقافة

سهير السمان تناقش المسكوت عنه في “رواية غير مشروعة” للكاتب اليمني جمال الشعري

يمن مونيتور/ الدستور المصرية

ناقشت الكاتبة والناقدة اليمنية سهير السمان، مساء أمس الخميس، في الدار اليمنية للكتب والتراث بالعاصمة المصرية القاهرة، رواية “رواية غير مشروعة” للكاتب اليمنى جمال الشَّعرِي.

وقالت السمان: “تسرد الرواية أحداثا اجتماعية وسياسية وفكرية من خلال شخصيتين رئيسيتين يقوم عليها السرد، وهما شخصيتا عيبان وشمسان اللقيطان، شخصيتين لا تجمع بينهما أحداث الرواية بل هما حكايتين منفصلتين، تكاد ظروف حياتهما أن تكون متطابقة، وهما نتيجة لإفرازات المجتمع بأبعاده الثقافية والفكرية، شمسان من أب فرنسي كان يعمل طبيبا بيطريا في اليمن، وأمه أثيوبية، تبنته خادمة والديه بعد أن تركاه وسافرا، أخذته معها إلى قرية يفرس ليتربى في محوى الأخدام معها، يتعرض للعنف والتنمر الاجتماعي لينتهي مصيره في أحضان الجماعات الإسلامية بعد هروبه من القتل، أما عيبان فهو لقيط أيضا عاش في كنف عائلة وجدته أمام منزلهم، نشأ في مدينة نقم في صنعاء كان يتعرض أيضا للتنمر، والنظرة الدونية من قبل أقرانه والمجتمع، فقد زوجته ليلة عرسهما بسبب غارة جوية شنها التحالف على صالة العرس، ثم قرر أن يلتحق بجماعة الحوثي، ليأخذ بثأره من المجتمع الذي ظلمه وقلل من شأنه”.

وأضافت السمان أن كلا الشخصيتين بواجهون نفس المصير نفس المصير، الأولى تلتحق بالجماعات الإسلامية التي تحارب الحوثيين وتدمر الأضرحة والمقدسات، والآخر يلتحق بالحوثيين الذين يواجهون تلك الجماعات ويهجرونها. نتيجة واحدة لخلفية ثقافية وبيئة اجتماعية كانت هي العامل الرئيسي لنشوب الحرب في اليمن.

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

وأشارت إلى أن الكاتب حرص على نقل أحداث الواقع كما هي من خلال الشخصيتين وظروف حياتهما، وحرص أيضا على إظهار البعد التاريخي للمكان من خلال وصفه لقرية يفرس وتاريخها الديني، وكذلك لجبل نقم وقلعته. شكل الفضاء الجغرافي خطابا سرديا يكشف أبعاد تلك الأحداث، كما أنه أسس بعدا فنيا في بنية النص من خلال مفهوم التقاطب الثنائي، حيث حمل في مفهومين متضادين في نفس الوقت، فحين شكلت قرية يفرس قدسية خاصة عند الناس والسواح، إلى حد وصفها  بسجادة للصلاة، وإلى جانب العمق التاريخي لجبل نقم ، إلا أنه للقمع والعنف والتضليل، والتمييز الطبقي مما كان من الطبيعي أن يخوض هذا الفضاء حربا قاسية  للعنف عقب اندلاع المواهات واستمرار الحرب.

ولفتت إلى “تسير الرواية في خطين متوازيين، بين الواقع والخيال، الواقع الذي صرح به السرد كمرجعية للأحداث والنتائج التي وصلت إليه مصائر الشخصيات، في بيئة عجت بالكثير من العادات والتقاليد والأفكار الرجعية، أدت إلى حرب شاملة.

ورأت أن الخيال الذي انبثق من خلال شخصية الراوي (الإله) أو الكائن الافتراضي أو الفضائي، الذي نجده كشخصية من شخصيات الرواية ولكنه مفارق للأحداث غير فاعل فيها، يقف في منطقة منفصلة، يثير التساؤلات دائما بسبب حيرته ودهشته مما تراه عينيه، وهو طوال الأحداث أيضا يبحث عن حقيقته وكينونته، وبرغم علمه بما يحدث  لشعوره الدائم بالكون ينبض في داخله،  إلا أنه غير متحكم بالقدر.

 

قد تكون صورة لـ ‏نص‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى