أزمة الغاز المنزلي.. معاناة جديدة تثقل كاهل المواطنين في حضرموت (تقرير خاص)
حضرموت ـ يمن مونيتور ـ خالد سعيد
في محافظة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية، تتضاعف معاناة الناس يوماً بعد آخر، فلا تكاد تنتهي أزمة إلاّ وتظهر أخرى، ومع توتر الأوضاع وانهيار الخدمات، غابت الحكومة ومؤسساتها المحلية عن القيام بدورها الفاعل في التخفيف من معاناة المواطنين وتلبية أبسط مقومات الحياه.
ومع تصاعد الاحتجاجات المنددة بغلاء المعيشة وانعدام الخدمات وانهيار العملة، أصبح الحصول على مادة الغاز المنزلي أمراً صعباً بالنسبة للمواطن في محافظة حضرموت شرقي اليمن، لأسباب غير معلنة حتى الآن.
وبات الحصول على أسطوانة غاز، يتطلب الانتظار أكثر من شهر كامل، أو الحصول عليها، من السوق السوداء بأسعار مضاعفة الأمر الذي أضاف معاناة جديدة للمواطن في ظل انهيار شبه تام للخدمات يرافقها انهيار العملة وتدهور في الأوضاع.
عودة الحرف التقليدية في زمن الأزمات
ومع عودة أزمة الغاز المنزلي إلى محافظة حضرموت من جديد، عاد المواطنون هناك إلى الحرف التقليدية القديمة.
وفي هذا الشأن، يقول فضل بافضل مواطن من مدينة سيئون عاصمة وادي وصحراء حضرموت لـ”يمن مونيتور”، إن “البابور أو ما يُسمى عند بعض أهالي حضرموت بـ “الكانون”.
و”الكانون” هي حرفة قديمة لا زال البعض يمارسها بالرغم من أقدميتها، إلاّ أن الوضع الجاري في البلاد لا يجعلك أن تستغني عن أي شيءٍ قد مر عليه السنوات الطويلة، وقد تلجأ إليه في أي فترة من الفترات أو حصول أي طارئٍ مستجد.
وأضاف بافضل، “البيوت الحضرمية لا زالت تحتفظ بـ “الكانون أو البابور” وعند زيارتك لها ستجد ذلك حتماً، وتوجد بمختلف مقاساته وأحجامه المتعددة، ، وكل واحد من هذه المقاسات والأحجام له استخداماته الخاصة التي تميزه عن غيره.
وأردف بافضل في حديثة لـ”يمن مونيتور”، أن البابور أو “الكانون”، يعتبر من الحرف المهنية التقليدية المحلية القديمة، يلجأ إليه أبناء حضرموت، في ظل الأزمات التي تعاقبت على اليمن عموماً وحضرموت خصوصاً في استخداماته المتعددة كالطباخة المنزلية للوجبات، وفي المناسبات لعمل الشاي والقهوة وتبخير الناس.
“الغاز المنزلي.. أزمة متكررة”
و”تشهد مديريات وادي وصحراء حضرموت انقطاعات متكررة للغاز المنزلي، وأصبح المواطن يعاني من تأخره في المصانع وكذا في المحلات التجارية، بحسب ما تحدث به فضل بافضل لـ”يمن مونيتور”.
ويضيف، أن الغاز المنزلي بات يشكل معضلة كبيرة للمواطن، وللحصول عليه يمر بقصة طويلة، حيث أن المواطن يأتي بدبة الغاز المنزلي، ويشرع في طابور طويل تكاد لا ترى بدايته ولا نهايته، وتمر الأيام وهو على هذه الحال وتحت حرارة الشمس الحارقة التي يكتوي بها”.
ويواصل بافضل حديثه عن معاناتهم للحصول على أسطوانة غاز بالقول: “ينقضي الشهر أو أكثر للحصول على أسطوانة الغاز.. لا حياة لمن تنادي، ولا سهولة في الحصول على هذه الخدمة التي هي من أساسيات الحكومة والمسؤولين بتوفيرها للمواطن”.
ولفت بافضل، أن الطريق الأسهل للحصول على الغاز المنزلي هو بالتوجه إلى السوق السوداء، وهو ما لا يرضى عنه المواطن، نتيجة لارتفاع أسعاره مضاعفة في قيمة دبة الغاز المنزلي والتي تباع في الأماكن الرسمية بـ “4000 ريال يمني”.
“ثروات طبيعية واستغلال سيء”
ويقول فضل بافضل لـ”يمن مونيتور”، “الله سبحانه وتعالى منح بلادنا خيرات كثيرة، وثروات هائلة في حضرموت ومختلف المحافظات الأخرى، لكن دونما أي استغلال”.
وذكر بافضل، أن هذه الثروات تكفي أن تجعل المواطن بعيداً عن الأزمات الجارية والمتتالية، التي انهكت واثقلت كاهل المواطن، والتي لا تكاد أن تنتهي من أزمة إلاّ وتظهر أزمة أخرى، وكأننا في بلاد الأزمات ويتساءل: يا للعجائب والمصادفات؟!
ويتساءل بافضل عبر “يمن مونتيور”، “إلى متى سنبقى هكذا؟ وإلى متى سنظل نكافح في الحياة، ونواجه الأزمات المتكررة والمتعاقبة؟ ويتفاءل بقوله: ننتظر أن يكون فرجاً قريباً وعاجلاً من الله عز وجل، ويكفي أننا عشنا سنوات عجاف وننتظر السنوات المزدهرة التي تشفي وتريّح هموم المواطن”.
وتشهد محافظة حضرموت ومحافظات أخرى منذ أيام، احتجاجات غاضبة، عقب ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، جراء التدهور غير المسبوق في تاريخ الريال اليمني، إذ تجاوز سعر الدولار الأمريكي الواحد ألف ريال.