عربي ودولي

مثقفون مغاربيون يدعون المغرب والجزائر إلى الاحتكام إلى العقل

يمن مونيتور/ (رويترز)

دعا أكثر من 200 مثقف وحقوقي وناشط في المجتمع المدني من بلدان المغرب العربي، الجزائر والمغرب إلى إعمال العقل والحكمة وضبط النفس من أجل تجاوز الأزمة بين البلدين بعيدا عن التصعيد.

وسجل 244 من المثقفين والحقوقيين والمنتمين لهيئات المجتمع المدني من المغرب والجزائر وتونس “ببالغ القلق، التصعيد الحاصل في العلاقات بين المغرب والجزائر”.

وأعلنوا في بيان أنهم يرفضون “هذه الوضعية المؤدية إلى مواجهة غير طبيعية، لا يمكن أن تكون إلا إنكارا للتاريخ العميق لمنطقتنا ولجوهره، والتي تتنافى مع مصالح الشعبين ومصالح المنطقة”.

وتشهد العلاقات  بين المغرب والجزائر حالة من المد والجزر منذ ستينيات القرن الماضي، بدءا بخلاف على الحدود بين البلدين عام 1963، وصولا إلى نزاع في السبعينيات أطلق شرارته دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تسعى إلى انفصال إقليم الصحراء الغربية عن المغرب، ثم اتهام المغرب عام 1994 جزائريين بتفجير فندق سياحي في مراكش مما دفع الجزائر إلى إغلاق الحدود مع المغرب حتى اليوم.

وطالب المغرب أكثر من مرة بإعادة فتح الحدود بين البلدين، لكن دائما ما ترفض الجزائر وتتشبث بإغلاقها “لأسباب أمنية”.

* “الإرادات الحسنة”

كما قررت الجزائر الشهر الماضي قطع علاقاتها مع المغرب، إذ اتهم رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري المغرب “باستخدام برنامج بيجاسوس للتجسس على مسؤولين جزائريين ودعم حركة انفصالية” والتقاعس عن التزاماته الثنائية ومنها ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.

وقال الموقعون على النداء، الذي اطلعت رويترز على نسخة منه، “نؤمن بأن شعبينا لا يكنان لبعضهما إلا الود، وأنه ليس بعزيز عليهما تجاوز هذه اللحظات العصيبة بأقل الأضرار وبأجمل الآفاق، بتعبئة طاقاتهما الخلاقة من أجل تحصين جسور الإخاء وتكثيفها”.

ودعوا “كافة الإرادات الحسنة في البلدين وفي جوارهما إلى الضغط من أجل وقف التصعيد والعودة إلى جادة الصواب”.

وعبروا عن قناعتهم “أن رجال الدولة ونساءها الحقيقين هم وهن من يبنون العيش المشترك والأمن والتعاون، وليس أولئك الذين ينهمكون في التسابق نحو التسلح والتصعيد ودق طبول الحرب”.

وأضاف النداء أنهم يقرون “أن فعل مجتمعنا المدني لم يكن دائما في المستوى المطلوب، لكن الوضع الراهن لم يعد يسمح لنا بأي تردد أو تهاون، وإلا سيكون ذلك تنكرا لهويتنا ورسالتنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى