هل ستخوض القاعدة حربا للدفاع عن مناطق سيطرتها بحضرموت اليمنية؟
يسيطر تنظيم القاعدة على مساحة شاسعة بساحل محافظة حضرموت، تفوق المساحة التي سيطر عليها خلال عامي 2011 ـ 2012م بمحافظتي أبين وشبوة جنوب شرقي اليمن، إذ يسيطر على معظم مدن ومديريات حضرموت الساحل، والممتدة إلى حدود محافظة المهرة القريبة من سلطنة عمان. يمن مونيتور /خاص/ من محمد مراد
يسيطر تنظيم القاعدة على مساحة شاسعة بساحل محافظة حضرموت، تفوق المساحة التي سيطر عليها خلال عامي 2011 ـ 2012م بمحافظتي أبين وشبوة جنوب شرقي اليمن، إذ يسيطر على معظم مدن ومديريات حضرموت الساحل، والممتدة إلى حدود محافظة المهرة القريبة من سلطنة عمان.
واستفاد التنظيم من الانهيار الذي عصف بالمؤسستين العسكرية والأمنية جراء انقلاب جماعة الحوثي و”صالح” على السلطة الشرعية، أواخر العام قبل الماضي، في السيطرة على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت وكبرى مدنها، عقب هجوم سريع على السجن المركزي والمنطقة العسكرية الثانية.
وإلى جانب الاستفادة من انهيار المؤسستين الأمنية والعسكرية، وجد التنظيم في اجتياح قوات الحوثي وصالح لمدن ومحافظات بجنوب اليمن فرصة لوضع خطوة كهذه في سياق الدفاع عن المحافظة من تمدد تلك القوات، وذلك من خلال السيطرة على المعسكرات والمقرات الأمنية التي يمكن أن تسهل هذا التمدد.
وخشية أن يتسبب ظهوره العلني في إعادة الحرب عليه كأولوية، سارع التنظيم إلى تشكيل مجلس أهلي وقام بتسليمه مدينة المكلا، لكن ملف المدينة الأمني بقي في يده، بالإضافة إلى بقائه في المدينة.
مخاوف
وكان تنظيم القاعدة قد تخلى عن إستراتيجية السيطرة، منذ خروجه من محافظتي أبين وشبوة في 14 يونيو 2012م، كون ذلك يتطلب إمكانات تفوق قدرته، بالإضافة إلى صعوبة الجمع بين إدارة مناطق السيطرة وإدارة حرب منها.
ومنذ ذلك التاريخ، وحتى تاريخ سيطرته على مدينة المكلا، في 3 أبريل 2015م، لم يسع التنظيم إلى السيطرة، رغم قدرته على ذلك، والتي عبر عنها بالإسقاط الجزئي لبعض المدن.
غير أن مستجدات فرضت عليه العودة إلى إستراتيجية السيطرة، ومنها ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن، والذي كان بمقدوره استغلال الوضع الذي يمر به البلد للسيطرة على تلك المناطق، حيث سيعني ذلك عدم تمكن الأول من دخولها.
وبحسب مصدر مقرب من تنظيم الدولة الإسلامية، فإن وضع عراقيل أمام تنظيم الدولة هو هدف القاعدة من السيطرة على مدينة المكلا ومدن أخرى في حضرموت الساحل.
أطماع
وإلى جانب مخاوف تنظيم القاعدة المتعلقة بتنظيم الدولة الإسلامية، حضرت الأطماع كدافع، فالسيطرة على حضرموت الساحل تعني حصول التنظيم على أكثر من مصدر دعم، ولفترة زمنية قد تطول، نظرا لانشغال الحكومة بالحرب على جماعة الحوثي في أكثر من محافظة يمنية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن حركة السفن من وإلى ميناء المكلا الذي يسيطر عليه تنظيم القاعدة، لم تتوقف.
حرب بلا هدف
وإذا كان تنظيم القاعدة قد حقق هدفه الرئيس من السيطرة على مدن ومديريات حضرموت الساحل، والمتمثل في الحيلولة دون سيطرة تننظيم الدولة عليها، فإن الحرب التي سيخوضها ضد الحكومة اليمنية أو قوات التحالف، إن قرر خوضها دفاعا عن تلك المدن والمديريات، لا هدف لها، كما إن التنظيم الذي سيطر بصمت على مناطق ساحل حضرموت واستعان بمن يمكن أن يحجبه عن الأنظار، لن يخوض الحرب معلنة للدفاع عنها.
يضاف إلى ذلك أن التنظيم لن يقرر خسارة ما كسبه من سيطرته على ساحل حضرموت لأجل حرب يعرف أكثر من غيره مآلها، خصوصا وأن له تجربته الخاصة في ذلك.
ومن المتوقع أن تدور مواجهات طفيفة لتأمين انسحاب عناصر التنظيم من مدينة المكلا، إن لم يسحب عناصره قبل أية مواجهة.