نجل الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود يحذر “طالبان” من دخول “بنجشير”
يمن مونيتور/ وكالات
حذر “أحمد مسعود”، نجل الزعيم الأفغاني الراحل “أحمد شاه مسعود”، الأحد، حركة “طالبان” من دخول إقليم بنجشير، محل تواجده الحالي، مؤكدا أنه “يحظى بدعم قوات من الحكومة السابقة والأهالي”.
وقال “مسعود” في حوار مع قناة “العربية” السعودية: “لدينا بعض القوات الحكومية، وهناك الآلاف من أهالي الولاية، وقوات من تخار وقندوز وكابول، وهناك الكثير من العرقيات بتلك القوات”، مشيرا إلى أن طالبان لن تستمر طويلا إذا استمرت بنهجها الحالي.
وأكد: “إذا أوقفت حركة طالبان الهجوم على بنجشير، فسنجد طريقا أفضل للمستقبل، وإذا حاولت الدخول، سنقاتل ونحاول توسيع المقاومة”.
وأردف: “نحن آخر خطوط الدفاع عن أفغانستان، ونريد أن ننهي هذه الحرب وأن نتحاور، ولكن حركة طالبان لم تستمع للوساطة”.
وعن الحل السياسي للأزمة في البلاد، قال “مسعود”: “نؤكد استعدادنا للمباحثات من أجل حل، ولا أحد في بنجشير يعارض فكرة المفاوضات”، مؤكدا: “ليست لدي مشكلة في تواجد طالبان في الحكومة، أو في حكومة شاملة”.
وبسؤاله عن التواصل مع الروس والقوى الدولية، أجاب: “نحث هذه الدول للتدخل في أفغانستان والتحرك الآن إذا كانت مهتمة بمكافحة الهجرة أو التهديد الإرهابي”.
وتابع: “نريد علاقات جيدة مع الجميع، ونريد ضغطا سياسيا ومساعدات إنسانية لتدرك طالبان أن نهجها ليس هو السبيل، وأن عليها تشكيل حكومة شاملة”.
والأربعاء، قال أحمد مسعود، في مقابلة مع قناة “RBK” الروسية، أنه يمكن للمجتمع الدولي والقوى الإقليمية بما فيها روسيا الضغط على طالبان لإنشاء منطقة عازلة لمن لا يستطيعون مغادرة أفغانستان.
وأكد أن المفاوضات هي الحل الوحيد للسلام في البلاد، لافتا أن أفغانستان شهدت حروبا كافية خلال العشرين عاما الماضية.
وأشار إلى أن أقوال طالبان مختلفة تماما عن أفعالها، وأن ما يحدث على الأرض يعني استمرار الاستعدادات العسكرية.
وأعرب مسعود عن أمله في أن تلتزم طالبان بأقوالها، مشيرا أنهم يجرون مناورات وتدريبات عسكرية استعدادا للدفاع عن أنفسهم.
وأوضح أن الحكومة ينبغي أن تكون شاملة، وفي حال لم يحدث ذلك فإن محاولة بناء الدولة ستكون فاشلة مرة أخرى.
وأعرب عن أمله في أن تكون هناك فرصة للقيام بلقاء مع طالبان بوساطة روسية، لمنع تصعيد العنف، لأن لديهم مخاوف بشأن الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان.
وبنجشير هي مسقط رأس أحمد مسعود الذي يعتبر أحد أهم قادة المقاومة ضد الاحتلال السوفيتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.
ولم تتمكن طالبان حتى الآن من دخول المدينة التي تسيطر عليها قوات مسلحة يقودها أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود، بعد مقتل الأخير على يد تنظيم القاعدة عام 2001.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، وفي 15 أغسطس دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات.
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، طوال 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وتزامنت سيطرة “طالبان” مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس الجاري.