«مهنة في زمن الحرب».. «تجارة الأسلحة» تغري شباب اليمن
بعد أن بات الخراب والدمار هو السمة السائدة في اليمن، وتمكنت الحرب من زعزعة استقرارها وإشعال النيران فيها، باتت تجارة “السلاح” الشخصي التجارة الأروج بين صفوف الشباب اليمني في ظل غياب الرقابة وتردي الوضع الأمني.
يمن مونيتور/ متابعات خاصة
بعد أن بات الخراب والدمار هو السمة السائدة في اليمن، وتمكنت الحرب من زعزعة استقرارها وإشعال النيران فيها، باتت تجارة “السلاح” الشخصي التجارة الأروج بين صفوف الشباب اليمني في ظل غياب الرقابة وتردي الوضع الأمني.
يتعامل الشباب مع تجارة السلاح على أنها تجارة دائمة وليست مؤقتة مرتبطة بوقت الحرب، حتى إن بعضهم ترك دراسته في الجامعة للالتحاق بسابقيه في تجارتهم.
واستغل الشباب علاقاتهم مع جنود وضباط في الجيش اليمني لتصبح تجارة الأسلحة هي نشاطهم خصوصًا مع نهب المعسكرات والفوضى الأمنية عقب سيطرة الحوثيين على البلاد وفق ما أكدوه لموقع هافنجتون بوست الأمريكي، الذي أوضح أن فكرة التجارة في الأسلحة جاءت مع عروض كثيرة قدمها ضباط وجنود لبيع أسلحة منهوبة، في مقابل عشق المواطن اليمني للسلاح الشخصي مما جعلها تجارة رابحة.
حاجة ملحة
ويضيف الموقع الأمريكي أنه مع اشتداد المعارك وتوسّعها في عدد من مدن البلاد، باتت الحاجة ملحّة للمدنيين الذين لم ينخرطوا في الحرب بضرورة امتلاك سلاح شخصي لمواجهة المخاطر التي ربما تواجههم، واتقاء لهجمات المسلحين واللصوص، وبالإضافة لاندلاع الحروب بين القبائل وتفاخر اليمنيين بامتلاك السلاح الناري.
يقول هادي سيلان، أحد المهتمين بتلك التجارة، إن سوق الأسلحة يزدهر بشكل مضطرد، مع عرض جنود الجيش والضباط وقادة الألوية ومسلحي جماعة الحوثيين الأسلحة للتجار بشكل مكثف وبأسعار مغرية، فأغلب الأسلحة نُهبت من مخازن السلاح في المعسكرات.
وقال الموقع الأمريكي، إن بعضًا من هؤلاء يبيعون الأسلحة عبر صفقات سرية، أو يوكلون أفرادًا آخرين، مشيرا إلى أن أسواق السلاح تتمركز بمنطقة خولان وجامعة أرحب بمحيط العاصمة صنعاء، بالإضافة لسوق الطلح بمحافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين وسوق السلاح في منطقتي ريدة وخمر في عمران.
أما في العاصمة فتتم تجارة السلاح في المنازل وبعض متاجر السلاح الأبيض، بينما تباع مستلزمات الأسلحة من الأسلحة والرصاص الحي في سوق التحرير المركزي، أكبر أسواق العاصمة صنعاء.
رواج وربح
في سياق متصل قال “عمران داود”، أحد الشباب الذين اتجهوا لتجارة الأسلحة، بعد أن فشلت حظوظه في الالتحاق بعمل آخر مناسب، في ظل تزايد مؤشرات البطالة في البلاد وتردي الوضع الاقتصادي، أن رواج الأسلحة دفعه وأصدقاءه لإنشاء صفحات على الشبكات الاجتماعية لبيع وشراء الأسلحة، غير أنه قليل الخبرة والتجربة، وقبل أيام كان يخسر في صفقة لبيع رصاص الرشاش، فأغلبها كان معاد تصنيعه محليًا.
وأضاف: “تجارة السلاح مربحة، ويمكنك أن تحسّ من البائع هل هو مضطر لبيع سلاحه أم أنه فائض عن حاجته، وبالمقابل كيف تروّج لها، فالمشتري أيضًا له دوافعه، وأغلبهم يعشقون السلاح، وإذا عشق ما تقدمه له فستكون أنت من يتحكّم بالأمر”.
ويتنافس عدد من الشبان في الترويج للأسلحة، حسب هافينجتون بوست، ويبقى الكلاشينكوف وذخائره والمسدسات الشخصية هي الأكثر طلبًا وعرضًا في السوق بالنسبة للمدنيين والجنود العاديين، بالإضافة للرشاشات التشيكي.
ومن جانب آخر يهتم زعماء ورجال القبائل بشراء الأسلحة الشخصية والرشاشات والسلاح المتوسط والثقيل مثل القناصات ومدافع الهاون ومدافع بي عشرة والآر بي جي وصواريخ الكتف لو ورشاشات 12/7 وغيرها، ومع ذلك يبقى المواطنون هم العملاء المفضلون لدى تجار الأسلحة من الشباب، وفي حالة الحروب والثأر القبلي تجد الجماعات المتقاتلة تشتري السلاح بكميات كبيرة وتحتفظ به في المخازن.
وتتمثل المخاطر الذي يتعرض لها تجار الأسلحة في نقلها من مكان إلى آخر وتتم العمليات بسرية خصوصًا عند تهريب الشحنات من مخازن الأسلحة التابعة لمعسكرات الجيش، وتفاديًا للنهب والسرقة من قِبل مجموعات مسلحة.
ومن جانب آخر فإن انخراط الشباب في تجارة السلاح بخبرتهم الضئيلة وعدم إلمامهم بالقطع الحربية، يعرض بعضهم لخسائر كبيرة.