طالبان في تخوم “كابول” وتجري مفاوضات من أجل “انتقال سلمي”
يمن مونيتور/ (رويترز/ د.ب.أ)
أكدت حركة طالبان اليوم أنها لا تعتزم دخول العاصمة الأفغانية كابول بالقوة، ووجهت مقاتليها بالبقاء على أبوابها.
وقالت الحركة في بيان، نشرته صفحة المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد على موقع تويتر “العاصمة كابول مدينة كبيرة ومكتظة بالسكان، والمجاهدون لا يعتزمون دخول المدينة بالقوة أو الحرب”، مضيفة أن مفاوضات تجري من أجل “انتقال سلمي”.
وتمكن مقاتلو حركة طالبان من السيطرة على مزار شريف، المدينة الاستراتيجية في الشمال ليحكموا بذلك سيطرتهم على المنطقة، في وقت تعهدت فيه الرئاسة الأفغانية بإعادة تعبئة القوات الأمنية.
وذكرت وكالة “بلومبرغ” للأنباء أن مسلحين من الحركة دخلوا إلى ضواحي كابول اليوم، وأن الولايات المتحدة ودول أخرى تعمل مسرعة على إخلاء المدينة.
وأكد مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني أن القوات الوطنية “تسيطر على المدينة ولا داع للقلق”. بالمقابل أكد متحدث باسم طالبان أن الحركة تجري محادثات مع الحكومة الأفغانية من أجل تسليم كابول سلمياً.
وفي وقت سابق أكد مكتب الرئيس الأفغاني أكد على تويتر سماع دوي إطلاق نار في عدة نواح من كابول، مؤكداً أن قوات الأمن تسيطر على الوضع.
على وشك السيطرة الكاملة على أفغانستان
وباتت حركة طالبان على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في أفغانستان بعد هجوم خاطف باشرته في أيار/ مايو، ولم يتبق أمامها سوى السيطرة على العاصمة كابول المعزولة والمحاصرة.
وسيطرت طالبان الأحد على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان دون أن يواجهوا أي مقاومة، بعد ساعات من استيلائهم على مزار شريف، رابع أكبر مدينة أفغانية وكبرى مدن شمال البلاد.
وتمكنت طالبان التي بدأت هجومها في أيار/ مايو مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية والأجنبية، من السيطرة خلال عشرة أيام فقط على غالبية البلاد ووصلت إلى مشارف كابول، وهي الآن محاصرة بالكامل.
ولا يزال هناك عدد من المدن الصغيرة تحت سيطرة الحكومة، لكنها متفرقة ومعزولة عن العاصمة وليست لديها اهمية استراتيجية كبيرة.
وتبدو الهزيمة كاملة للقوات الأفغانية رغم إنفاق الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات عليها منذ عقدين، ولحكومة الرئيس أشرف غني.
وقال غني السبت إنّ “إعادة تعبئة قوّاتنا الأمنية والدفاعية على رأس أولوياتنا”. لكن رسالته لم تلق أي استجابة، ولا خيار أمامه سوى الاستسلام والاستقالة، أو مواصلة النضال لإنقاذ كابول لقاء التسبب بإراقة الدماء.
انهيار الجيش الأفغاني وإجلاء الموظفين الأجانب
وإزاء انهيار الجيش الأفغاني، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت رفع عديد القوات الأمريكية المرسلة إلى مطار كابول للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان تعاملوا مع الولايات المتحدة إلى خمسة آلاف عنصر.
ويقدر البنتاغون بحوالي 30 ألفا عدد الأشخاص الذين يتحتم إجلاؤهم بحلول 31 آب/ أغسطس، مع انتهاء المهلة التي حددها بايدن لاستكمال الانسحاب من هذا البلد.
وحلّقت مروحيات ذهابا وإيابا في كابول بين المطار الدولي والمجمع الدبلوماسي الأمريكي في المنطقة الخضراء الخاضعة لإجراءات حماية مشددة.
وتلقى موظفو السفارة الأمريكية أوامر بإتلاف أو إحراق الوثائق الحساسة والرموز التي يمكن أن تستخدمها طالبان “لأغراض دعائية”.
كذلك، أعلنت دول أوروبية هي بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا والجمهورية التشيكية، الجمعة تقليص وجودها في أفغانستان إلى الحدّ الأدنى، وباشرت برامجا لنقل موظفيها الأفغان.
وحذر الرئيس الأمريكي حركة طالبان من عرقلة هذه المهمة متوعدا بـ “رد عسكري أمريكي سريع وقوي” إذا ما هاجمت مصالح أمريكية. لكنه دافع أيضاً عن قراره إنهاء 20 عاما من الحرب، وهي الأطول للولايات المتحدة، والتي شنت في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 للإطاحة بنظام طالبان بسبب رفضه تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
فرار العشرات من الجنود الأفغان إلى أوزبكستان
وأعلنت وزارة الخارجية الأوزبكية في طشقند اليوم الأحد أنه بسبب الغزو السريع لأفغانستان، من قبل حركة طالبان الأفغانية، فر 84 جندياً إلى أوزبكستان المجاورة، في آسيا الوسطى.
وكان أفراد من أجهزة الأمن الأفغانية قد طلبوا مساعدة أمس السبت. وأصيب ثلاثة منهم. وحسب معلومات من أوزبكستان، كان جنود أفغان آخرون، على جسر بشكل مؤقت بين الدولتين. وعادوا منذ ذلك الحين.
وذكرت وزارة الخارجية في الجمهورية السوفيتية السابقة أنها تجري محادثات مع الدولة الجارة، حول عودة الأفغان إلى وطنهم. بالإضافة إلى ذلك، تم تعزيز الحراسة على الحدود، التي تزيد طولها على 130 كيلومترا.
يشار إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، فر مئات من أفراد قوات الأمن الأفغانية، بالفعل إلى طاجيكستان وأوزبكستان، خوفا من طالبان.
وتعرب روسيا عن قلقها من احتمال أن يمتد الصراع إلى جمهوريات سوفيتية سابقة مجاورة.
ولاية برلين تعتزم استقبال لاجئين أفغان
من جهتها، أعلنت ولاية برلين استعدادها لاستقبال لاجئين من أفغانستان. وقال وزير الداخلية المحلي للولاية أندرياس غايزل لصحيفة “تاغس شبيغل” في عددها الصادر اليوم الأحد إن برلين سوف تستقبل بالتعاون مع ولايات أخرى حصة من اللاجئين “الذين عملوا لأجل الديمقراطية في أفغانستان…إننا بحاجة لقرارات على المستوى الاتحادي لأجل ذلك”.
ودعت وزيرة شؤون الهجرة بولاية برلين، إلكه برايتنباخ، إلى “حملة مساعدات إنسانية تشارك بها برلين بالطبع”.
من جانبها صرحت السياسية البارزة بحزب الخضر بتينا ياراش بأنها ترى أنه تقع مسؤولية على عاتق ألمانيا وولاية برلين، وقالت “يتعين على برلين أن توفر للحكومة عرض استقبال حصة من اللاجئين في إطار العمل الألماني”.
يشار إلى أن طالبان غزت أجزاء عريضة من أفغانستان منذ تنفيذ القرار بسحب القوات الدولية من هناك، ومن بينها الجيش الألماني أيضا.