كتابات خاصة

المحافظ الثائر

ياسين التميمي

تصدَّرَ المعمري مشهد الثورة كأحد أهم المتحدثين اللبقين الذين اضطروا للانتقال إلى القاهرة لصياغة رأي عام عربي ودولي مساند لثورة فبراير اليمنية، وتم اختياره بعد ذلك عضواً في مجلس الوطني لقوى الثورة، ثم عضوا في مؤتمر الحوار عن كتلة قوى الثورة. عرفت الأستاذ علي المعمري، لأول مرة في منزل قريب له وهو رجل أعمال معروف، في صنعاء في أحد أيام 2003، حينها كان يتأهب لخوض جولة انتخابات تكميلية في دائرته بمديرية الشمايتين وهي الدائرة (٦٣) التي تضم بني عمر والوازعية وراسن والزريقة.
كان من الواضح أنه هو الذي سيفوز فيها، لأنه يحظى بدعم المؤتمر، صاحب النفوذ الأقوى بمحافظة تعز في تلك الأيام، مع أن المعمري دخل المنافسة كمستقل ولكنه انضم إلى المؤتمر الشعبي العام فيما بعد.
فاز علي المعمري بانتخابات الدائرة وأصبح عضواً في مجلس النواب في ذلك العام، ليصبح أحد أنشط أعضاء الكتلة البرلمانية لمحافظة تعز، إلى أن اندلعت ثورة الحادي عشر من فبراير 2011، تلك الثورة التي جعلته يصطف في الجهة الصحيحة من المشهد إلى جانب اليمنيين التواقين إلى الحرية والانعتاق، حيث كان من أوائل الذين استقالوا من المؤتمر (الحزب الحاكم) آنذاك.
تصدَّرَ المعمري مشهد الثورة كأحد أهم المتحدثين اللبقين الذين اضطروا للانتقال إلى القاهرة لصياغة رأي عام عربي ودولي مساند لثورة فبراير اليمنية، وتم اختياره بعد ذلك عضواً في مجلس الوطني لقوى الثورة، ثم عضوا في مؤتمر الحوار عن كتلة قوى الثورة.
عُيِّنَ علي المعمري محافظاً لتعز، يوم الأحد السابع عشر من شهر يناير 2016، وهذا التاريخ مهم جداً بالنسبة لمحافظة تعز التي تدفع الثمن الأعلى والأغلى في حرب الخلاص من قوات المخلوع صالح وميلشيا الحوثي، حيث تتواصل المجازر، وصادف أن إحدى هذه المجازر وقعت في الدَّحي بالتزامن مع تعيين علي المعمري محافظاً لتعز..
أقول ذلك لأن تعيين المعمري محافظا لتعز، إلى جانب إعادة ترتيب وضع الجبهة العسكرية، يُعد مؤشراً قوياً على قرب اندلاع معركة تحرير هذه المحافظة بشكل جدي هذه المرة، وهي المعركة التي يعتقد المعمري نفسه أن الوضع الميداني مشجعٌ جداً لحسم المعركة في وقت قصير إذا ما قرر الرئيس والتحالف إطلاق إشارة البدء.
ثمة إجماع حول شخص علي المعمري، وهو يتمتع أيضاً بعلاقات قوية مع العائلة الأكثر تأثيراً في تعز وهي عائلة “سعيد أنعم” التي سلم أحدُ أبنائها، وأعني شوقي أحمد هائل، إلى المحافظ الجديد، هذا المنصب، دون أن يشعر بأنه سلمه إلى نقيض.
تحتاج تعز أكثر ما تحتاج إلى الوفاق السياسي بين مكوناتها، ولا نريد للتباينات أن تطغى على موضوع تعيين المحافظ الجديد، فهو شخصية مستقلة، رغم خروجه من العباءة السياسية للمؤتمر، وهو ثائر حقيقي، وليس له حسابات مع أي طرف سياسي في المحافظة، وفضلاً عن ذلك هو شخصية سياسة.
إنها المميزات المطلوبة التي يحتاجها محافظ تعز في هذ المرحلة، وقد توفرت في الأستاذ علي المعمري.. وبقي أن ننتظر جميعاً مرحلة ما بعد التعيين، حيث نتوقع أن يمضي الجميع قدماً في معركة تحرير تعز التي سيُطوي بها فصلٌ سيئٌ من تاريخ المحافظة واليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى