لايكف المبعوث الأممي إلى اليمن “إسماعيل ولد الشيخ “عن تكرار تناقضاته المفضوحة وغير المقبولة مع كل مرة يتحدث فيها عن جولة جديدة للمشاورات وما يجب أن يسبقها تلافياً لأخطاء سابقتها,ولا يتغير شيء في نهاية المطاف”. لايكف المبعوث الأممي إلى اليمن “إسماعيل ولد الشيخ “عن تكرار تناقضاته المفضوحة وغير المقبولة مع كل مرة يتحدث فيها عن جولة جديدة للمشاورات وما يجب أن يسبقها تلافياً لأخطاء سابقتها,ولا يتغير شيء في نهاية المطاف”.
ما بين نوفمبر 2015 ويناير 2016 لم يتغير شيئاً في تصريحات ولد الشيخ، ولا مما أعلن عن العمل به، ولا بالمسار السياسي المعطل أصلاً، والذي يصعب إعادته إلى الطريق الصحيح والتنبؤ بموعد الحلم البعيد”.
قال ولد الشيخ في مقابله له مع صحيفة”العربي الجديد”,في تاريخ 4 نوفمبر الماضي,أنه “لا يريد أن يكرر ما حصل في الجولة الماضية من جنيف عندما استعجلنا في تحديد تاريخ الاجتماع ولم يتم التحضير الجيد للقاء”.
ما هي أخطاء محادثات جنيف التي عقدت في يونيو الماضي,ويريد ولد الشيخ تجنبها في جولة محادثات بيال السويسرية التي عقدت نهاية ديسمبر الماضي وانتهت للفشل أيضا,يجيب المبعوث الأممي”تسرّعنا في حينها لأننا كنا نريد الإسراع في إيقاف الحرب، لكن عندما تتسرع لا تستطيع أن تحدد بشكل جيد توقعاتك ومَن يمثل مَن والحد الأدنى الذي يمكن أن نبلغه”.
حصل تغيير في الزمن وانقضت أشهر منذ الكلام الأول ولم يتغير ولد الشيخ الذي يغرف من إرشيفه كلما يحتاج إليه عند الحديث في السياسة,وهذا ما كرره في تصريحاته الأخيرة للشرق الأوسط والتي قال فيها إنه” يريد أن يتفادى هذه الأخطاء في الجولة المقبلة التي لم يتحدد موعدها بعد”.
حسنا، ما هي الأخطاء هذه المرة المطلوب تجاوزها؟للأسف هي هي التي تحدث عنها ولد الشيخ ولم يغيّرها أو يغيّر تصريحاته ووعوده,وهي” لا نريد أن نتسرع في الجولة المقبلة، لقد تسرعنا في الجولة الماضية، ما أدى إلى بعض الأخطاء، ونريد أن نعد لجولة جديدة بطريقة مغايرة”.
لابد من حل لتجاوز كل هذا المسار الخاطئ المتكرر والذي يبدو أنه مستمر ولن يتغير,لكن هل الحل جديد أم سبق طرحه,وهل المشكلة فيه أم بعدم الالتزام به وإن كان الأخير,فلماذا هذا الاستهتار والمراوغة وتسويق الوهم لحل سياسي قريب وهو بعيد؟
من وجهة نظر ولد الشيخ فإن الحل الذي اقترحه في نوفمبر الماضي بغية تجاوز الأخطاء التي يتذرع بها,وهو كالتالي”اليوم الأولوية هي لإجراءات بناء الثقة، منها إطلاق سراح السجناء وإيصال المساعدات إلى مناطق منكوبة مثل تعز.علينا التأكد أيضاً ألا تحصل استفزازات للحدود السعودية التي تعتبر أن من حقها أن تدافع عن أراضيها”.
مرة أخرى يكرر ولد الشيخ كلامه,وهذا ما اقترحه في تصريحاته قبل يومين للشرق الأوسط,حيث قال إنه يأمل” التحضير لوقف إطلاق النار، والعمل على بناء الثقة التي من بينها ، تحرير المختطفين، ووقف استفزازات الحوثيين على الحدود السعودية ، ووقف التحريض الإعلامي”.
نحن أمام عملية نسخ ولصق وتكرار نفس التصريحات مع تغيير في الوسيلة الإعلامية,والاستمرار في نهج التضليل الذي يسير عليه ويروج لتفاؤل بجولة محادثات أفضل مما مضى,ليس لها أي سند في الواقع.
صحيح أن الحوثيين أفرجوا عن خمسة مختطفين من حزب الإصلاح من المئات في سجونهم,واحتمال يطلقوا سراح وزير الدفاع وشقيق الرئيس وفيصل رجب,لكن هذا لا يغير في الأمر شيئا.
إذا عدنا إلى إجراءات بناء الثقة المطلوب من الحوثيين وحليفهم القيام بها والتي لم يلتزموا بها في محادثات سويسرا الأخيرة على الرغم من أنها التزام دولي,فإننا نجد استمرارا لرفض تنفيذ القرار 2216 الذي يلزم الانقلابيين بتنفيذه فورا ودون شروط.
وللتذكير ينص القرار على إطلاق جميع المختطفين والمخفيين قسريا قبل أي محادثات علاوة على السماح بدخول المساعدات لكل المتضررين بمختلف المناطق,وهذا ما لم يحدث ولن يحدث على الأرجح.
خلاصة القول إذا قرأتم تصريحا جديدا لولد الشيخ,فلا تركنوا عليه كثيرا وتذكروا أنه من الإرشيف القديم والكلام المكرر الذي سمعناه وشبعنا منه ولم نعد قادرين على قراءته مجددا.