ثلاثة وفود للحوثيين في إيران تبحث إطالة “أمد الحرب” وتحويلها إلى “استنزافية”
تنشط في إيران منذ منتصف ديسمبر الماضي ثلاثة وفود للحوثيين، استطاعوا الخروج كمرافقين لوفد المشاورات إلى سويسرا الذي عقد في مدينة “بيال” ولم يحقق تقدماً مع الحكومة اليمنية.
يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات/ من عدنان هاشم
تنشط في إيران منذ منتصف ديسمبر الماضي ثلاثة وفود للحوثيين، استطاعوا الخروج كمرافقين لوفد المشاورات إلى سويسرا الذي عقد في مدينة “بيال” ولم يحقق تقدماً مع الحكومة اليمنية.
لا تحظى هذه الوفود بتغطية من وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي، ولا في الوسائل الأخرى الناطقة بالعربية التابعة لإيران أو لحزب الله اللبناني، القريب من الجماعة، ويبدو أن هذه الوفود تتحرك بفعالية داخل إيران وخارجها ضمن “لجنة دعم اليمن” التي يرأسها الإيراني إسماعيل أحمدي مقدم، الرئيس السابق لشرطة طهران، المتهم بقضايا فساد و”اغتصاب” في السجون السياسية الإيرانية.
تظهر ملامح تلك التحركات في الصحافة “الفارسية” وتكثفت تلك التحركات مع بدء الأزمة الدبلوماسية بين إيران والسعودية مطلع شهر يناير الحالي، فخلال الأسبوع الماضي استطاعت الوفود الذين لايعرف عددهم لقاء خمس شخصيات إيرانية بارزة، وعقد عدة لقاءات صحافية.
وفدين إلى “قُم” و”لبنان”
ابتدأ التحرك في يوم 16 ديسمبر بدأً من لبنان حيث التقى السيد شمس الدين شرف الدين رئيس رابطة علماء اليمن برفقة الأمين العام للرابطة عبدالسلام الوجيه، ب “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان وعقدوا ندوه هناك، (حسب موقع الرابطة)، والتقوا عقبها بقيادات في حزب الله اللبناني.
لقاء الوفد برئيس هيئة علماء المسلمين
تحرك الوفد بعدها إلى طهران التقوا بشكل أسرع من المتوقع بـ”علي ولايتي” مستشار الولي الفقيه في إيران، ثم “علاء برجرودي” رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني،
في 10 يناير ظهر “شرف الدين” في “حوزة قم” والتقى بالمجمع الشيعي هناك، ثم التقى بناصر مكارم الشيرزاي، أحد كبار المحدثين الشيعة في الحوزة، والذي وعده بنصرة اليمن، وقال: “أن العدو التكفيري تكبد خسائر فادحة في سوريا و العراق، و سينتهي به المطاف في اليمن الي ما انتهي اليه في هذين البلدي”.
لقاء “شمس الدين” ب حسين بوشهر
عقب لقاء شيرازي التقى “شمس الدين” برئيس المعاهد الدينية “آية الله العظمى” حسين بوشهر، الذي وجه مساجد إيران إلى نصرة “اليمنيين” والدفاع عنهم، ومساندتهم.
هذا من الناحية التواصل مع رجال الدين في إيران.
الوفد السياسي
من الناحية السياسية ظهر محمد الحوثي عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي في ديسمبر والتقى بمساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون الدول العربية وافريقيا حسين امير عبداللهيان في طهران.
وعُقد مؤتمر صحافي للبخيتي في مقر وكالة تسنيم الإيرانية في طهران، متوعداً السعودية بالكثير من الرد قائلاً إن “تصاعد الرد هو نتيجة لتطوير وصيانة المنظومة الصاروخية، وأن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا أكبر إذا لم يتوقف العدوان، وستكون هناك مفاجآت على الحدود السعودية”، على حد زعمه.
وفي مقابلة مع صحيفة “اعتدال” يوم 29 ديسمبر نفى البخيتي أي تقدم للمقاومة الشعبية والجيش اليمني إلى تخوم محافظة صنعاء.
بعد قطع العلاقات الإيرانية السعودية استدعي الحوثيين إلى البرلمان الإيراني، وفي 10 يناير التقى رئيس لجنة الأمن القومي علاء الدين بروجردي “صالح سائل” عضو اللجنة الثورية التابعة للحوثيين ممتدحاً وقوف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق ضد السعودية والذي وصفه بأنه يبعث على الفخر.
وفي نفس اليوم وقف إسماعيل أحمدي مقدم أمام البرلمان الإيراني يطالب الموافقة على موازنة اللجنة لدعم الحوثيين، لم يستطع “يمن مونيتور” الحصول على معلومات بكم تبلغ- وقال” إن من المحتمل أن تستمر الحرب في اليمن عام 2016م”، داعياً إلى استمرار الدعم والتصويت على الميزانية المقررة لذلك.
الطريق إلى الحرب
وأضاف مقدم إن هناك احتمال أن تتحول اليمن إلى حرب: ” تتحول الحرب الجارية في اليمن الي حرب استنزافية”. وهو ما أوضحه “شيرازي” لـ”شمس الدين” بشأن تحول اليمن إلى ما يشبه “سوريا” و”العراق” كما أشرنا.
في اليوم الثالث 12 يناير، جاء تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني إن 200 ألف مسلح “شاب” مستعدون لمواجهة ما وصفه “الإرهاب” في خمس دول من بينها “اليمن”.
في اليوم التالي 13 يناير ظهر محمد البخيتي في لقاء مع صحيفة “الوقت”، والذي كشف أن خسائرهم كبيرة جداً في الأرواح وأن من يقاتل معهم هم يقاتلون لأجل المال فقط، خلال مواجهة المقاومة الشعبية والجيش اليمني طوال تسعة أشهر من الحرب. زاعماً أن ذلك لن يؤثر على الروح المعنوية للمؤيدين لهم والذي سيؤدي إلى تخليهم عن الجماعة في حال فرض الحصار على صنعاء.
محمد البخيتي و عبدالسلام الوجيه في مقر وكالة “مهر”
ويوم الجمعة الماضية التقى البخيتي بوكالة “مهر”، وقال إن لديهم 20 جبهة حرب داخل اليمن متوعداً السعودية بالكثير من المفاجئات خلال الأيام المقبلة.
ومن الواضح أن الإيرانيين و وفود الحوثي الثلاثة، المتواجدة منذ شهر، تدفع نحو تأمين تكاليف الحرب للعام الحالي، وإطالة أمدها لتكون حرب “استنزافية” للسعودية، كما قال “إسماعيل مقدم”، وتعتمد على عدة أهداف.
الأول: تهيئة الشعب الإيراني لتلك الحرب التي يعارضها تماماً، عبر وسائل الإعلام.
الثاني: إيجاد الأموال اللازمة لهذه الحرب ولذلك يتحرك الحوثيون ناحية المراكز المقدسة في إيران ومكامن رجال الدين الإيرانيين الذين يملكون أموال طائلة.
الثالث: تأمين مصادر إيصال السلاح إلى البلاد.
الرابع: إرسال البعثات إلى الخارج لتشويه الحكومة اليمنية والتحالف.
تبدو الأهداف الأربعة متحركة بشكل سريع خلال شهر من العمل، وظهر واضحاً من خلال بيان الخارجية الروسية يوم أمس الجمعة حول اتهام التحالف بارتكاب مجازر وصفت “بالمروعة”.
يبحث الحوثيون نحو إطالة أمد الحرب، وهذا بمعناه الأوسع أن أي حديث عن حوار قادم، سيكون دافعاً للحوثيين، لاستمالة المجتمع الدولي ومن ثم رفض أي قرارات يمكن أن تحدث، ودفع قوى إقليمية كروسيا، بالضغط أكبر لصالحهم.