منذ إعدام السعودية للمواطن السعودي الشيعي نمر النمر، بتهمة التحريض والإرهاب، والتوتر مستمر بين السعودية وإيران بشكل متصاعد، وزادت حدة التوتر بعد قرار السعودية، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران.
منذ إعدام السعودية للمواطن السعودي الشيعي نمر النمر، بتهمة التحريض والإرهاب، والتوتر مستمر بين السعودية وإيران بشكل متصاعد، وزادت حدة التوتر بعد قرار السعودية، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران.
لكن إيران سرعان ما قدمت اعتذارها للأمم المتحدة على الاعتداء على بعثتي السعودية في الأراضي الإيرانية، ووعدت بإجراء تحقيقات شاملة، وألغت اسم نمر النمر من على أحد شوارع طهران، والذي سبق لها أن أسمته باسمه، تراجع إيران كلغة دبلوماسية، يأتي من استنكار المجتمع الدولي لفعلتها بالسفارة والقنصلية السعودية في أراضيها، مخالفة لكل القوانين والأعراف الدبلوماسية، وحتى أن اعتذارها ووعودها بالتحقيقات لم يأخذه أحد على محمل الجد، لأنه باختصار كان عملا استخباراتيا منظما، مقابل الانكسار الرسمي الإيراني دبلوماسيا، إلا أنها كعادتها حرضت، أتباعها في اليمن بالتشديد على حصار تعز واستهداف السكان، تريد أن تقول وبلغة طائفية للسعودية” قتلتم نمر، وها نحن نقتل السنة في تعز”.
كما استغلت إيران ما حدث وحاولت الرد وتقوية موقفها، وتلفيق تهمة قصف التحالف لسفارتها في صنعاء، الأمر الذي كذبه نشطاء فيما بعد، بعد زيارتهم لمكان السفارة الإيرانية في صنعاء.
لغة إيران الانتقامية لا تعبر عن سلوك حضاري متزن، ولكنه سلوكاً انتقامياً مكشوفاً خالٍ من العقل والإنسانية، ودليل على أن إيران موجوعة من انكسارها دبلوماسيا بعد أن كانت كفتها قد رجحت بعد مقتل نمر، والذي كان مقتله وفقا لأحكام القضاء، إلا أن السعودية استخدمت توقيت إعدامه للإيقاع بإيران، ودفعها لعملية نزقة أضعفتها أمام المجتمع الدولي وهزت مكانتها في العالم.
لقد تعاملت إيران مع اليمن، كجدار قصير، لتعقيد الحل وإراقة المزيد من دماء الأبرياء في تعز المحاصرة.
مع أن التحالف العربي أضعف الحوثيين وحلفائهم في اليمن، على الرغم من عدم إحراز تقدم كبير وبوقت قصير، كالذي كنا نتوقع أن يحدث، منذ أن تدخل التحالف العربي في اليمن، وكلما حدث الحسم وبشكل مبكر، قلل من تكلفة هذه الحرب التي أنهكت جسد اليمن، وأرواح أبنائه.
نجحت الخارجية السعودية بعد حادثة اقتحام سفارتها وقنصليته في انتزاع موقف خليجي موحد ضد إيران، كما نجحت في الحصول على تأييد من أغلب الدول العربية في الاجتماع الأخير للجامعة العربية، لكن إيران لم تكف بعد عن التصعيد في اليمن، وستصر على دعم الحوثيين الذين تخوض حربها بهم، في كافة المحافل الدولية.
إن التحركات الأخيرة التي تقوم بها السعودية مهمة للغاية، وإن كانت متأخرة، فهل تعمل دول الخليج وما تبقى من الجسد العربي، على الاستفادة من هذه الخطوات السعودية؟
الصراع بين إيران والسعودية ليس بالصراع الجديد، فلقد بدأ التوتر بين البلدين منذ عام 1943م، زادت حدته من وقت لآخر، بسبب مواقف البلدين المختلفة دوما، تجاه القضايا في المنطقة، وطموح الأولى الذي لا يتوقف عند حد، ولا يحترم دول الجوار، وما يحدث الآن بين البلدين ينعكس بشكل أو بآخر على الملف اليمني، والجديد فيه هو وقوف العرب مع السعودية لأجل تحرير اليمن من النفوذ الإيراني، الذي يهدف للوصول إلى السعودية ودول الخليج.