أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسية

“لعبة التصعيد الحوثية” مع فشل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

احتدم القِتال في اليمن هذا الأسبوع مع فشل الجهود الوساطة العُمانية والدولية لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والحكومة الشرعية- حسب ما أفاد مصدر مسؤول مطلع.

وقال المصدر إن الوفد العُماني الذي بدأ زيارة إلى صنعاء في الخامس من يونيو/حزيران الجاري وعاد إلى مسقط بعد أسبوع لم يتمكن من إقناع الحوثيين بوقف إطلاق النار، وأن الاشتراطات التي طرحها الحوثيون لوقف إطلاق النار تبدو أقرب إلى خطة عسكرية أكثر من كونها تفضي إلى مشاورات لوقف إطلاق النار.

وتحدث المصدر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بالحديث لوسائل الإعلام.

وأطلق الحوثيون 17 طائرة مسيّرة (مفخخة) على الأراضي السعودية يوم السبت، لكن التحالف العربي أكد اعتراض وتدمير تلك الطائرات. وهو أكبر هجوم على السعودية بهذا العدد من الطائرات المفخخة في يوم واحد منذ مطلع العام.

وعادة ما يمارس الحوثيون لعبة التصعيد ضد المملكة العربية السعودية، لإجبارها على وقف الغارات الجوية، وأن “قوتهم ما تزال في تصاعد رغم القصف”، ويجبرونها على وقف تقديم الدعم الجوي للقوات الحكومية في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن.

وقال المصدر إن الحوثيين يعولون على خططهم للسيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط، رغم الأكلاف البشرية والمادية “آلاف قتلوا وأصيبوا من الحوثيين في محاولة الهجوم الأخيرة منذ فبراير/شباط، وأنفقوا ملايين الدولارات، ودُمرت مئات العربات والمدرعات”.

تشير خطة الحوثيين لوقف إطلاق النار على أن يتم على مراحل أبرزها: وقف الهجمات الجوية ثم وقف إطلاق النار في باقي جبهات القتال.

ويمثل الطيران الحربي عامل كبير في تعزيز قوة الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في محافظة مأرب.

وفجر السبت شن الحوثيون هجوماً كبيراً على جبهة “الكسارة” غربي مدينة مأرب، لكن تم كسر هجومهم وقُتل وأصيب العشرات.

وقال مصدر عسكري لـ”يمن مونيتور” إن “هجوم السبت هو الأقوى منذ أسابيع، وأن الحوثيين اعتقدوا أنهم شنوا هجوماً مباغتاً لكن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية كانت بانتظارهم ودارت معارك لعدة ساعات انتهت بقتل وإصابة العشرات وأسر عدد منهم”.

لا يقدم الحوثيون والقوات الحكومية إحصائيات بعدد قتلاهم في المعارك.

وأضاف المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: امتصت القوات الحكومية هجوم الحوثيين المستمر منذ فبراير/ شباط ولن يستطيعوا تحقيق تقدم يذكر.

في مساء السبت كان محافظ مأرب التابع للحكومة الشرعية سلطان العرادة وقادة عسكريون في جبهة “الكسارة” لتفقد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

يوم الأحد، قال المصدر إن القوات الحكومية أصبحت أكثر تمكناً وتنظيماً في نصب الكمائن للحوثيين: قُتل وأصيب العشرات من الحوثيين قرب منطقة “ماس”.

واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح. لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم كبير نحو المدينة الغنية بالنفط حيث يتلقون مقاومة كبيرة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.

من جهة أخرى قالت نشرة “إنتلجنس أونلاين” الفرنسية هذا الأسبوع المبعوثين العُمانيين إلى صنعاء التقوا بقيادة الحوثيين. كما ألتقوا بوفد ما أسمته الفرع العسكري للحوثيين برئاسة رئيس المخابرات العسكرية للحوثيين “أبو علي الحاكم” الذي تمسك بمطالبه.

وأضافت: لكن الوفد العُماني اصطدم بانقسام في كتلة الحوثيين بين هؤلاء الذين يميلون لوقف إطلاق النار وبين الفصيل الآخر الأكثر تشددا والذي يشارك حاليا في معركة مأرب، وهكذا فشل الوفد في إبرام اتفاق لوقف الأعمال العدائية.

ويقود “أبو علي الحاكم” وقادة عسكريون في الحرس الثوري معركة مأرب، كما أفادت النشرة ذاتها في فبراير/ شباط الماضي. وهو مُدرج في قائمة العقوبات الدولية بصفته معرقلاً للعملية السياسية في اليمن.

وقالت “إنتلجنس أونلاين” إن جهود الوساطة العمانية تأتي بتشجيع من الولايات المتحدة، حيث حث وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” نظيره العماني “بدر بن حمد البوسعيدي” في 4 يونيو/حزيران الجاري على الانخراط بقوة أكبر مع الحوثيين.

وفي اليوم ذاته، زار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن “مارتن جريفيث”، والمبعوث الخاص الأمريكي “تيم لندركنج”، مسقط مع وزيرة الخارجية السويدية “مارجوت وولستروم”، التي قابلت مؤخرا قادة الحوثيين في مسقط.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى