قبيل جلسة لمجلس الأمن.. “غرينبيس” تحذّر من احتمال انفجار ناقلة صافر “في أي لحظة”
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
حذّرت منظمة “غرينبيس” (منظمة بيئية عالمية غير حكومية)،اليوم الخميس، من احتمال وقوع انفجار في ناقلة النفط “صافر” المطلة على البحر الأحمر، “في أي لحظة”.
ودعت المنظمة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، الأمم المتحدة، إلى التحرك العاجل لمنع “كارثة” وذلك قبيل جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة هذه المسألة.
وبحسب بيان المنظمة، فإنّ الإنفجار على متن الناقلة قد يتسبّب بوقوع أحد أكبر 10 حوادث مماثلة في التاريخ.
وقال المنسق الأول للحملات في “غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” أحمد الدروبي في بيان “الأمر ليس في ماذا إذا وقعت الكارثة بل متى ستقع! ناقلة النفط صافر أكلها الصدأ ويمكن أن تتحطم أو تنفجر في أي لحظة”.
وأضاف” قد تؤدي الحرائق الناتجة عن الانفجار إلى تلويث الهواء مع آثار صحية خطيرة على المجتمعات المحلية المنكوبة بالفقر وعلى فرق الاستجابة”.
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة غرينبيس الدولية جينيفر مورغان إنّ “على الأمم المتحدة التحرك الآن لتجنب ما يمكن أن يكون أكبر كارثة نفطية في المنطقة هذا القرن. الحلول متوفرة، والخبرات والتقنيات معروفة”.
وفي وقت سابق، أعربت الأمم المتحدة عن خيبة أملها من تصريحات صدرت عن جماعة الحوثي المسلحة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن جهود حل أزمة خزان صافر على البحر الأحمر مع الأمم المتحدة “وصلت إلى طريق مسدود”، وحمّلت الجماعةُ الأمم المتحدة المسؤولية عن أي تداعيات.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك، قال الناطق باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن تصريحات جماعة الحوثي مخيّبة للآمال، “ويبدو أنها تؤكد على أن جماعة أنصار الله (الحوثيون) غير مستعدة لتقديم التأكيدات التي نحتاج إليها لنشر بعثة الأمم المتحدة في خزان صافر”.
وكانت البعثة تسعى منذ سنوات إلى إجراء تقييم وبعض الصيانة الخفيفة الممكنة على ناقلة النفط صافر. وقال دوجاريك للصحفيين: “أذكركم أن الخزان يحمل 1.1 مليون برميل من النفط”.
وأكد دوجاريك أن الحوثيين يركزون على الصيانة الكاملة للسفينة. “ولكن أوضحنا عدة مرات أنه لا يمكن القيام بذلك دون إجراء تقييم محايد. فالناقلة مكان خطير، ونحن بحاجة إلى فهم ما نتعامل معه بالضبط قبل الشروع بأية أعمال كبرى”.
وأضاف أن الأمم المتحدة أجرت مناقشات مكثفة للغاية حول هذا الأمر مع أنصار الله على مدى الأيام العشرة الماضية في محاولة لرأب الصدع في الأهداف والتفاهمات. “كما رأينا انخراطا مباشرا من قبل دول أعضاء في محاولة لإزالة الحواجز، وهو أمر مفيد”.
ومن المتوقع أن يناقش مجلس الأمن مسألة خزان صافر اليوم الخميس، وأكد دوجاريك على التزام الأمم المتحدة بمواصلة المحادثات حول هذه القضية.
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت في شباط/فبراير الماضي، عن قلقها إزاء الدلائل التي تشير إلى أن سلطات الأمر الواقع (أنصار الله) تفكر في “مراجعة” موافقتها الرسمية على وصول بعثة الأمم المتحدة لناقلة النفط صافر.
ولم تجر أي أعمال للصيانة الدورية على الناقلة منذ تصعيد النزاع عام 2015 مما أدى لتدهور حالة هيكلها ومعداتها ومنظومات تشغيلها، وهو ما يجعل الناقلة عرضة لخطر تسرب النفط أو الانفجار أو الحريق.
وستكون لتسرب النفط من الناقلة آثار بيئية كارثية وستترتب عليه عواقب إنسانية وخيمة. إذ تشير الأبحاث التي أجراها خبراء مستقلون إلى أنَّ أي تسرب نفطي كبير سيتسبب في الكثير من الضرر للمنظومات البيئية في البحر الأحمر التي يعتمد عليها قرابة ثلاثين مليون شخص بمن فيهم ما لا يقل عن مليون و600 ألف يمني. وستكون شواطئ الحديدة وحجة وتعز الأكثر تضرراً. أما إذا اشتعلت النيران على ناقلة النفط صافر لأي سبب كان، فقد يتعرض أكثر من 8.4 مليون شخص لمستويات مرتفعة من المواد الملوثة.
وفي أسوأ السيناريوهات الممكنة، قد يؤدي تسرب النفط إلى الإغلاق الفوري لميناء الحديدة الحيوي، وهو ما يقدّر تأثيره بالتسبب في ارتفاع كبير في أسعار الغذاء والوقود وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى ملايين اليمنيين.