لماذا التقى الحوثيون المبعوث الأممي إلى اليمن وهل تغيّر موقفهم من المبادرات المطروحة؟!
يمن مونيتور/ خاص:
التقى مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن، يوم الخميس، محمد عبدالسلام كبير المفاوضين الحوثيين في العاصمة العُمانية “مسقط” منهياً جولة شملت السلطنة والمملكة العربية السعودية، بعد أشهر من رفض لقاءه.
اعتبر دبلوماسيون ذلك تغيراً في موقف الحوثيين تجاه مبادرات وقف إطلاق النار المطروحة.
لكن مصدراً مطلعاً على التفاصيل لـ”يمن مونيتور” إن اللقاء مع الحوثيين لم يغيّر موقف الحوثيين تجاه المبادرة الأممية المطروحة لوقف إطلاق النار بل أعاد الحوثيون ذات النقاط المطروحة الممثلة بفتح “مطار صنعاء وتدفق الإيرادات في ميناء الحديدة والموانئ الأخرى” واتفاق لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل.
وفشلت المفاوضات الأخيرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن رفض الحوثيون المبادرة المطروحة والمدعومة بشكل كبير من المجتمع الدولي ووافقت عليها الحكومة اليمنية والسعودية.
ولفت المصدر إلى أن لقاء “غريفيث” بكبير المفاوضين الحوثيين جاء بعد أن التقى “أيمن مكي” مدير مكتب غريفيث بكبار المسؤولين الحوثيين في صنعاء الذي وصل العاصمة اليمنية خصيصاً من أجل طلب السماح ل”غريفيث” بلقاء “محمد عبدالسلام”.
ولفت المصدر إلى أن سلطنة عُمان وسفراء أوروبيون ضغطوا على الحوثيين من أجل قبول لقاء “مارتن غريفيث” بعد أن هدد السفراء الدوليون لدى اليمن بتحميل الحوثيين مسؤولية رفض اتفاق “سلام عادل في اليمن”.
وقال المصدر إن الحوثيين يريدون خفض التوتر مع شخص “مارتن غريفيث” لأنهم سيكونون مجبرين على التعامل معه خلال الفترة القادمة بمنصبه الكبير الجديد “وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية”.
وقال محمد عبد السلام إن الاجتماع مع المبعوث الأممي وفريقه تناول الاتفاق الإنساني والإسراع في تنفيذه. وأشار إلى أن هذا يمهد الطريق لمناقشات أوسع من أجل وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة.
ولفت المصدر الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام إن “الحوثيين يريدون فتح المطارات والموانئ الخاضعة لسيطرتهم قبل مناقشة وقف لإطلاق النار”. مشيراً إلى أن “هذا الأمر أغلب ما جرى الحديث عنه في المشاورات مع مارتن غريفيث”.
ورفض الحوثيون مجدداً أي حديث لوقف إطلاق النار في محافظة مأرب، كإجراء لبناء الثقة يُمهد للنقاش حول مبادرة الأمم المتحدة المتعلقة ب”سلام شامل” في اليمن. على الرغم من مطالبتهم بفتح المطارات والموانئ كإجراءات لبناء الثقة من جانب خصومهم.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، عقب لقاء “محمد عبدالسلام” إن بإمكان أطراف النزاع اليمني اغتنام الفرصة وإحراز تقدُّم نحو حل الأزمة.
وأفاد البيان بأن غريفيث “ناقش خطة الأمم المتحدة لفتح مطار صنعاء، ورفع القيود عن موانئ الحديدة (غرب)، والتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن، وإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة لإنهاء النزاع”.
وأشار إلى أن “اجتماعاتي الأخيرة تُظهر، إضافة إلى الدعمين الدولي والإقليمي المستمرَّين، أنه لا يزال بإمكان الأطراف اغتنام هذه الفرصة وإحراز تقدُّم نحو حلّ للنزاع”، حسب البيان ذاته.
وكان “غريفيث” متشائماً في زيارته السابقة بشأن التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب وقال “لسنا حيث نود أن نكون في ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق”.
من جهته اعتبر وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي الذي يُدير الجهد الدولي الداعم للأمم المتحدة، يوم الجمعة، أن “الطريق إلى الحل السياسي للأزمة اليمنية يمر عبر بوابة وقف إطلاق النار، والتدفق المنتظم للمساعدات الإنسانية”.
وأضاف: إنه “أجرى مباحثات مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، بشأن استمرار الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الحرب، بما يحقق السلام والاستقرار الشامل في اليمن”.
وقال ليندركينغ للصحفيين خلال مؤتمر عبر الهاتف الأسبوع الماضي: “لن يكون هناك اتفاق سلام بدون دعم قوي من الحوثيين”، وحث الجماعة المسلحةعلى “التعامل مع مبعوث الأمم المتحدة وإظهار الالتزام بالسلام”.
منذ توليه منصبه، ألغى الرئيس جو بايدن تصنيف الحوثيين كإرهابيين الذي فرضه سلفه دونالد ترامب، وسحب دعم الولايات المتحدة للهجوم الذي تقوده السعودية وأعاد إحياء الجهود الدبلوماسية الأمريكية لإنهاء الصراع.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.