بين البريق والنور
محمد جميح
أكبر خيانة للقضية المقدسة أن تتبناها الأنظمة والجماعات المدنسة.
أعظم إساءة للقدس أن يتشكل باسمها فيلق إيراني دمر أربع دول عربية، في طريقه الذي لن يصل إليها، لأنها ليست وجهته.
إنه “يوم الخميني” لا “يوم القدس”، وبين الخميني والقدس “بعد المشرقين فبئس القرين”.
لن يكتب لتجار المخدرات واللصوص وقطاع الطرق ومشعلي الحروب الطائفية شرف نصرة القدس.
والذين يفجرون مساجد اليمن ويرقصون ويمضغون القات فيها لن يهتموا للأقصى، إلا مثلما يدعي “الأعور الدجال” أنه “المسيح المنتظر”…
لا تنخدعوا بالبريق…
البريق يعمي الأبصار، والنور وحده يفتح البصائر…
ثبات البصائر يكون بتفريقها بين البريق والنور…
لم يخسر الفلسطينيون طول تاريخهم قدر ما خسروه بتبني إيران ومليشياتها لقضيتهم…
ورغم خسارة الأرض، ظلت القضية حاضرة…
لكن استثمار إيران في بنك فلسطين حول القضية إلى “كاش سياسي” في يد طهران، وخسارة أخلاقية لقضية رابحة…
لا تعني تلك الكلمات-بالطبع-الدفاع عن المواقف العربية تجاه فلسطين، بقدر ما هي محاولة لإيصال حقيقة مفادها أن طروادة دمرها حصان خشبي ظنته دعماً لها، قبل أن يخرج الجنود من بطنه ليدمروا المدينة التي ظنت أن نجاتها في الحصان، فالتهمتها النيران.
يُنسب للسيد المسيح قوله: من ثمارهم تعرفونهم…
فيا كل الشعوب التي ذاقت ثمرة “الشجرة” التي زرعها الخميني، كيف وجدتم طعمها؟