الأخبار الرئيسيةكتابات خاصة

لا مخرج طوارئ يا صالح

مأرب الورد

صالح يريد مخرجا آمنا ينجيه من عذاب التنقل في الأماكن السرية بعد أكثر من ثمانية شهور من العيش مختبئا مطاردا كما لم يحدث له من قبل. صالح يريد مخرجا آمنا ينجيه من عذاب التنقل في الأماكن السرية بعد أكثر من ثمانية شهور من العيش مختبئا مطاردا كما لم يحدث له من قبل.
اشتكى الرجل الذي أطلق لحيته على نحو لم يفعله من قبل سوى مرة في حرب صيف 94 من قسوة ضربات طيران التحالف التي باتت تؤرقه كثيرا وتطارده في نومه،وهي شكوى سبق أن جهر بها علنا في مقابلة تلفزيونية مع قناة الميادين عارضا مقابل وقفها ما تريد السعودية،أي استسلامه.
في كلمته الأخيرة أمام اجتماع اللجنة العامة لحزبه،كرر صالح كلاما متناقضا من قبيل زعمه أن حربه مع السعودية لم تبدأ بعد،وهو يظن أن هذا التهديد سينطلي على غير أنصاره الذين خصهم بكلامه بهدف رفع معنوياتهم بعد هزائمه من مأرب والجوف وصولا إلى دخول المقاومة إلى مناطق صنعاء.                                         
ماذا بقي لدى الرجل أصلا كي يزعم أنه لم يبدأ حربه،وهو قد استخدم حتى صواريخ سكود ولا يزال يرشق بما تبقى بجعبته من صواريخ بالستية على الأراضي السعودية،بعد خسارته معركة الحدود التي حشد لها النخبة من قواته وانتهت كل محاولات التسلل بالفشل والخسران.
الحوار المباشر الذي يريده صالح مع السعودية هو البحث عن صفقة تؤمن له مخرجا من جحيم الحرب بحيث تشمل وقف الغارات الجوية ورفع عقوبات مجلس الأمن بحقه ونجله. 
وهذه ليست المرة الأولى التي يتوسل بها للبحث عن طوق نجاه،وقد سبق أن طرحها بأكثر من مناسبة ولم تجد أي اهتمام من المملكة ولن تكترث لها الآن.
وقد أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ورئيس وفد الحكومة لمباحثات سويسرا الأخيرة،أن وفد حزب صالح حاول يتصرف كطرف مستقل عن الحوثيين على الرغم أنهم وفدا واحدا،وكان هدفهم بحث مخرج للراقص على رؤوس الثعابين.
ليس هناك أي جديد وكل ما يطرح الآن ويريده صالح وقف الغارات ليخرج من مخبئه ويشم رائحة الهواء ويستقبل أنصاره في الفضاء المفتوح دون خوف من قصف جوي،وايجاد مخرج لنجله أحمد برفع العقوبات عنه كي يضمن له مستقبلا سياسيا.
اعتراف صالح وتفاخره بتحالفه مع الحوثيين لا يعكس عمق علاقتهما ولا انسجامهما في كل القضايا والملفات،ويكفي أن بينهما ثأرا مؤجلا عمره ست سنوات من الحروب، وما أراد إيصاله أمرين:الأول لتطمين حلفاؤه الحوثيين أنه معهم ضد السعودية لحاجته إليهم مثلما يحتاجونه وهذا مفهوم.                           
كما أراد مغازلة داعمتهم إيران بأنه لن يتخلى   عنهم وعنها كي تدعمه إقليميا ودوليا مع حليفتها روسيا في المحافل الدولية في ظل العزلة التامة المفروضة عليه.                            
والأمر الثاني يحمل رسالة للمملكة خلاصتها استعداده لقبول أي صفقة ولو على حساب التخلي عن الحوثيين والمساهمة في تفكيكهم،لكن هذا الثمن لم يعد مقبولا اليوم من قبل الرياض بعد تغير المعطيات على الأرض باستعادة السلطة الشرعية لأغلب محافظة مأرب واقتراب إعلان تحرير الجوف والتحرك في حجة،والأهم وصول قواتها إلى مناطق صنعاء.
لا مخرج طوارئ ولا صفقة خاصة يحلم بها صالح أو حلفاؤه،ولا خيار أمامهم لتجنيب أنفسهم المصير المحتوم غير تنفيذ القرار 2216 دون مماطلة أو تأخير،والبداية بالانسحاب من المحافظات وتسليم الأسلحة وقبل هذا وذاك إطلاق المختطفين ورفع حصار تعز قبل مباحثات السلام القادمة في يناير المقبل.
أي تسوية لا تضمن عودة الدولة بما يعنيه تفكيك القدرات العسكرية للمليشيات الانقلابية وإخضاعها لسلطتها لن يحقق السلام ولا الاستقرار محليا ولا لجوارنا الخليجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى