كتابات خاصة

عودة الدب الروسي

حسين الصادر

المراقب لسير الأحداث في منطقة الشرق الأوسط يرى أن الدب الروسي عاد إلى المنطقة بقوة بعد غياب وارتباك دام ربع قرن، لكن روسيا اليوم هي غير الاتحاد السوفيتي من ناحية أيدلوجية أي أنها تعتمد سياسة برجماتية مرنةِ في الوصول إلى أهدافها ومصالحها. المراقب لسير الأحداث في منطقة الشرق الأوسط يرى أن الدب الروسي عاد إلى المنطقة بقوة بعد غياب وارتباك دام ربع قرن، لكن روسيا اليوم هي غير الاتحاد السوفيتي من ناحية أيدلوجية أي أنها تعتمد سياسة برجماتية مرنةِ في الوصول إلى أهدافها ومصالحها.
لكن السؤال هل ما زال أعداء روسيا في المنطقة هم نفس أعداء الأمس؟
نسبياً نعم فمٌا زالت الولايات المتحدة المنافس الأول للروس على الأقل في مجال أسواق السلاح المفتوحة على مصراعيها في المنطقة ومٌا زال السلاح الروسي أحد وسائل الأغراء لجلب أصدقاء في منطقة الشرق الأوسط.
وتتعمد وسائل الدعاية الروسية التضخيم من قدرات الأسلحة الروسية وفي الآونة الأخيرة نلاحظ تسويقا كبيرا للصواريخ الروسية أرض جو اس اس 300 وأس اس 400 وقدرات هذه الصواريخ في مجال الدفاع الجوي وهناك طلبات شراء من الجزائر ومصر وإيران عليها.
لكن لا ننسى أن الدعاية الروسية تضخم من منتجاتها العسكرية ولقد ورثت ذلك منذ العهد السوفيتي وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى الوراء، فقد أستطاع الطيار الألماني ماتياس رست في يوم 28 مايو1987 من الهبوط بجوار الكرملين حطم ’’ماتياس رست’’ أكذوبة القدرة الدفاعية الجوية الروسية.
ويأتي الاندفاع الروسي إلى المنطقة ضمن استراتيجية جديدة تهدف الهروب من مشاكل داخلية وأخرى مع دول كانت ضمن الاتحاد السوفيتي مثل أوكرانيا.
وهناك أهداف أخرى تتعلق بالطاقة الروسية وهم يريدون الاقتراب أكثر من منابع الطاقة في الشرق الأوسط والبحث عن دور ما ضمن نادي الإنتاج أوبك والهدف الآخر الحصول على حصة مرضية من أسواق المنطقة الدفاعية.
لكن الاندفاع الروسي العسكري في سوريا قد يعجل من تعثر الروس في المنطقة، هذا التواجد يهدف إلى ضمان مصالح روسيا في سوريا بعد رحيل الأسد لكن الروس وقعوا في شرك الدفاع عن بشار الأسد، وسيكلفهم الكثير بل وسيضغط عليهم في المستقبل.
فلا غرابة أن تجدهم اليوم يتواصلون مع حركة طالبان حسب “الصنداي تايمز” البريطانية لاستمالتها بهدف تعقيد الانتقال في أفغانستان وإفشال الجهود الأمريكية من تثبيت نظام غير موال على حدودهم الجنوبية.
في اليمن حيث تقود السعودية تحالف عربي لعودة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، يبقى تأثير روسيا محدود وترتبط مع الحكومة الشرعية باتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة، وفي ظل سيطرة القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي على أكثر من 80% من الأراضي المدعومة من التحالف قد يناور الروس هنا أو هناك لتحقيق مكسب ما، لكن التقدم الكبير على الأرض قد لا يتيح لهم ذلك إضافة إلى التزاماتهم السياسية كأحد الدول الراعية لعملية التحول والانتقال في اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى