كيف شجعت “إدارة بايدن” الحوثيين وإيران على هجوم مأرب وقصف السعودية؟!.. خبراء يجيبون
يمن مونيتور/ قسم التقارير/ خاص:
اتهم خبراء غربيون، الإدارة الأمريكية الجديدة بتشجيع جماعة الحوثي في اليمن على شن هجوم دموي في محافظة مأرب، وزيادة الهجمات على المملكة العربية السعودية.
وقطع الرئيس جو بايدن دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية السعودية في اليمن بعد فترة وجيزة من دخوله منصبه، ورفعت إدارته تصنيفًا إرهابيًا عن الحوثيين، قائلة إنها تعيق توصيل المساعدات الطارئة إلى بلد على وشك المجاعة.
لكن إشارات حسن النيّة الأمريكية قابلها الحوثيون والإيرانيون بهجمات على السعودية، وشن هجوم عنيف في محاولة السيطرة على مدينة مأرب ما يهدد أكثر من مليوني نازح بتهجير جديد لا يعرف إلى أين!
شن هجمات جديدة
وقال عادل عبد الغفار، الزميل من مركز بروكنجز للأبحاث، إن قرار بايدن وقف دعم التحالف العربي شجع الحوثيين على شن هجمات جديدة، في محاولة للسعي “لوضع أنفسهم في موقف أقوى بمجرد بدء المفاوضات”.
وأضاف: الدفع العسكري من قبل الحوثيين يهدف على ما يبدو إلى كسب النفوذ قبل أي محادثات سلام محتملة، واستغلال الاحتكاك بين إدارة بايدن والسعوديين.
ويشير عدد كبير من الخبراء إلى أن “إزالة الحوثيين من قوائم الإرهاب” أرسل إشارة خاطئة للحوثيين، لذلك فليس هناك أي حافز يدفع الحوثيين لتقديم تنازلات.
ومع بدء سياسة التشجيع الأمريكية لجماعة الحوثي المسلحة في فبراير/شباط الماضي أطلق الحوثيون 40 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيرة على “مطارات، ومنشآت مدنية، ومنشآت نفطية”. وفي الشهر ذاته استهدف الحوثيون الأحياء المدنية في مدينة مأرب بـ25 صاروخ باليستي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، إلى جانب معارك طاحنة غرب وجنوب المحافظة حيث يحاول الحوثيون الوصول منذ أربعين يوماً.
رفض الاعتذار
ويوم الجمعة، رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس” سؤال وكالة أسوشيتد برس حول ما إذا كان الشطب من القائمة خطأ. ورد برايس قائلاً: “لن نقدم أي اعتذار لفعل كل ما يمكننا القيام به لمعالجة المحنة الإنسانية الكبيرة للشعب اليمني”.
وقال برايس إن تحرك إدارة ترامب في اللحظة الأخيرة لإضافة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب لم يؤد إلا إلى تفاقم المشاكل في المنطقة.
لكن فارشا كودوفايور، محلل الأبحاث البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات قال لشبكة فوكس نيوز، إن تغيير سياسة بايدن “ساهم بالتأكيد في تشجيع الحوثيين”.
وقال الخبير في منطقة الخليج العربي: ” الهجمات الحوثية تزايدت بعد وقت قريب من قيام الإدارة بشطب الحوثيين من القوائم”.
وأضاف أن الحوثيين يرون أن “الجائزة الكبرى –التي تقدمها إدارة بايدن- هي الهجوم العسكري على مأرب – ليس لديهم حافز كبير لتغيير التكتيكات، مع تراجع الإدارة في الضغط”.
وقال براد بومان، مستشار سياسة الأمن القومي السابق لأعضاء مجلس الشيوخ لشبكة ان بي سي نيوز الأمريكية: “إن الضغط على الرياض مع منح الحوثيين تصريحًا مجانيًا قد خلق عدم تناسق لا يمكن التغلب عليه بأي قدر من الدبلوماسية المكوكية الذكية”.
وأدانت إدارة بايدن هجمات الحوثيين على السعودية وأعلنت مؤخرًا عقوبات جديدة على اثنين من قادة الحوثيين العسكريين، متعهدة “بمواصلة الضغط” على المتمردين.
الأسلحة الإيرانية
وجادل “بومان” بأن الإدارة يجب أن تتحرك لاعتراض شحنات الأسلحة إلى اليمن، مما يحرم الحوثيين من الحصول على إمداد مستمر من الأسلحة.
وقال بومان: “منع الوصول إلى الأسلحة والتكنولوجيا الرئيسية من إيران قد يزيد من حوافز الحوثيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية”.
وحذر بهنام بن طالبلو، الخبير الإيراني والزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، من أن “إيران أشعلت ثورة في قدرات الضربات طويلة المدى للحوثيين، ما مكنهم من تهديد الأصول النفطية السعودية والبنية التحتية”.
وأضاف: أن إيران تمكنت من تجنب ارتباطها بتلك الأسلحة بسبب “النشر المتطور” الذي يتضمن إرسال أجزاء مكونة للأسلحة بدلاً من أنظمة كاملة.
وقال بن طالبلو إن على إدارة بايدن مراقبة هذه التطورات عن كثب. مضيفاً: “أن الضربات المتزايدة للحوثيين تنقل رسالة واحدة مفادها أن المتمردين واثقون من أن المواد في الطريق ولن يتم اعتراضها. على واشنطن أن تثبت خطأهم”.
وترى إيران، في اليمن فرصة في دفع السعودية نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، ولأجل ذلك تقدم الدعم العسكري والسياسي للحوثيين، وفقًا لدول عربية وغربية وخبراء من الأمم المتحدة. ولطالما نفت طهران هذه المزاعم، رغم وجود أدلة على عكس ذلك.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.