زرع الحوثيون مئات الآلاف.. القوات السودانية والسعودية تواصلان إزالة الألغام شمالي اليمن (تقرير)
يمن مونيتور/ (شينخوا):
في أحد حقول الألغام في مديرية ميدي اليمنية على البحر الأحمر، شمال غرب اليمن، يساعد جنود سعوديون وسودانيون رفاقهم من اليمنيين في نقل آلاف الألغام، التي تمت إزالتها، إلى حُفر كبيرة في الصحراء، استعدادا لتدميرها.
وكانت جماعة الحوثي زرعت هذه الألغام قبل إجبارها على الانسحاب باتجاه القرى النائية جنوب محافظة حجة شمالي البلاد.
وتدخلت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في الصراع اليمني عام 2015 لدعم حكومة هادي.
في حقل الألغام هذا في ميدي، قال الضابط اليمني مجاهد الشاعر مسؤول في الجيش اليمني عن إحدى كتائب إزالة الألغام، لوكالة أنباء (شينخوا) “لقد أزلنا حوالي 5000 لغم أرضي وعبوة ناسفة خلال الأشهر القليلة الماضية من الطرق والمزارع والقرى في ميدي وحدها”.
وأضاف: “كما أزلنا أكثر من 45000 لغم من المناطق الحدودية المجاورة، بما فيها مديريات حيران وحرض وعبس شمالي محافظة حجه … والعمل متواصل لتطهير المزيد من حقول الألغام بمساعدة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية”.
وقال النقيب السوداني محمد قاسم صقاع قائد كتيبة عسكرية سودانية في ميدي لوكالة أنباء (شينخوا)، وهي جزء من القوات السودانية التي يقودها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، “نحن في الكتيبة السودانية نواصل مساعدة الجيش اليمني في تنظيف البلاد من كافة أنواع الألغام الأرضية وجميع مخلفات الذخيرة التي خلفتها ميليشيات الحوثي”.
وأضاف: “تواصل القوات السودانية أيضا في مساعدة الجيش اليمني في تأمين المناطق المحررة وتسهيل عودة المدنيين اليمنيين إلى ديارهم”.
ويقدر الخبراء العسكريون هنا أن مئات الآلاف من الألغام الأرضية ما زالت مدفونة تحت الرمال، مما يهدد السكان والعائدين من مخيمات النازحين الداخلية.
وقال الضابط مجاهد الشاعر لدينا الكثير من التحديات التي تواجه فرق إزالة الألغام في ميدي فإنه “بالنظر إلى الأعداد الهائلة من الألغام الأرضية المزروعة بشكل عشوائي في العديد من المناطق الشاسعة هنا، فإننا نواجه المزيد من الصعوبات والتحديات في هذه المهمة، بما في ذلك نقص الخبراء المدربين وبعض المعدات… ولكن المشروع السعودي ((مسام)) في اليمن قد ساعد الجيش اليمني كثيرا في تجاوز الكثير من التحديات”.
ووفقًا لمسؤولين يمنيين، فإن المشروع السعودي لإزالة الألغام يساعد الحكومة اليمنية على تطهير مساحات شاسعة من البلاد من الألغام وتأمين الطرق لعودة النازحين إلى ديارهم وتأمين وصول إمدادات المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال أسامة القصيبي، مدير المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن لوكالة أنباء (شينخوا) إن “المشروع أزال أكثر من مائتي ألف لغم أرضي وذخائر غير منفجرة من جميع أنحاء اليمن منذ منتصف 2018”.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، قُتل خمسة خبراء أجانب يعملون في هذا المشروع السعودي في اليمن بألغام زرعتها ميليشيا الحوثي، وذكرت صحيفة “عرب نيوز” السعودية اليومية أن الخبراء بينهم اثنان من جنوب إفريقيا وواحد من كرواتيا وواحد من البوسنة وواحد من كوسوفو، وفي أبريل من نفس العام، قتل ستة خبراء آخرين بألغام الحوثي.
وتقدر الحكومة اليمنية والمشروع السعودي لإزالة الألغام أن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم في اليمن خلال سنوات الصراع.
ويضم المشروع السعودي 32 فريقا لإزالة الألغام يعملون في جميع أنحاء اليمن.
كما يقوم المشروع بتدريب مهندسي إزالة الألغام اليمنيين وتزويدهم بالمعدات الحديثة ويقدم مساعدة لضحايا الألغام.
وبحسب بيان للحكومة اليمنية بثه التلفزيون الرسمي اليمني مؤخرا، فإن الألغام الحوثية تسببت في أكثر من 9000 حالة وفاة وإصابة، مضيفا أن الحوثيين أعادوا تصميم ألغام مضادة للدبابات وحولوها إلى ألغام قاتلة لأفراد.
وبتمويل من الاتحاد الأوروبي والعديد من الحكومات الغربية الأخرى، خلص تقرير صدر مؤخرا عن مركز أبحاث تسليح النزاعات المستقل ” Conflict Armament Research ” إلى أن “مواد رئيسية مستخدمة في تصنيع الألغام الحوثية مصدرها إيران”، حسبما ذكر التقرير.
وتستمر حرب اليمن في عامها السادس مع أكثر من مليون لغم تعرقل تقدم الجيش وستستمر هذه الألغام في تشويه وقتل المزيد من آلاف المدنيين.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.