قِتال هو الأعنف منذ 2018… مقتل وإصابة المئات في “الحديدة” غربي اليمن
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
أسبوع دامٍ في محافظة الحديدة غربي اليمن، حيث قُتل وأصيب المئات من القوات المشتركة الموالية للحكومة الشرعية والمقاتلين الحوثيين، في أعنف جولة قِتال منذ 2018م.
وقالت مصادر عسكرية يمنية، يوم الاثنين، إن نحو 150 مقاتلاُ يمنيا من الموالين للحكومة والحوثيين قتلوا خلال أسبوع من القتال جنوبي مدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية-حسب ما أفادت وكالة “فرانس برس”.
وقالت الوكالة إن الاشتباكات الأخيرة في مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر هي الأعنف منذ أن دخلت الهدنة بين الطرفين ورعتها الأمم المتحدة في المنطقة حيز التنفيذ في 2018.
وقالت مصادر عسكرية موالية للحكومة إن الحوثيين، الذين يسيطرون على مدينة الحديدة، هاجموا جنوب المدينة حيث تحتفظ القوات الموالية للحكومة بمواقعها.
وصرح مسؤول في القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس إن “حصيلة الخسائر على الجانبين وصلت الى نحو 150 قتيلا و 260 جريحا”.
وأكد مسؤول محلي من جانب الحوثيين الحصيلة.
وقال سكان إن الاشتباكات لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم للحوثيين.
وبعد قتال عنيف يومي السبت والأحد، خفت حدة الاشتباكات فجر الاثنين.
وقال مصدران آخران موالان للحكومة إن القوات الموالية للحكومة تكبدت 27 قتيلا وقتلت 44 متمردا في مواجهة “عدة هجمات” من قبل الحوثيين.
وقال مسعفون وعمال إنقاذ إن عدد القتلى العسكريين على الجانبين وصل إلى 70 بين يومي السبت والأحد.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود على تويتر إن فريقها في مستشفى المخا للحوادث ينخرط في وضع خطة الإصابات الجماعية للاستجابة لتدفق الجرحى. مبدية قليلها “الشديد على المدنيين الذين يعيشون بالقرب من مناطق خطوط المواجهة”.
وأشارت المنظمة إلى أن “قتال عنيف” على طول الخطوط الأمامية في جنوب الحديدة.
من جهتها قالت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة، مساء الأحد، إنها قلقة من الاشتباكات المكثفة جنوبي مدينة الحديدة.
وأفادت البعثة أنها تتابع عن “كثب التقارير المقلقة عن الاشتباكات المكثفة وخروقات وقف إطلاق النار في المديريات الجنوبية من محافظة الحديدة، بما في ذلك في حيس والدريهمي”.
وتخضع محافظة الحديدة لاتفاق وقف إطلاق نار وقعته الحكومة اليمنية والحوثيين نهاية 2018م، لكنها هدنة هشة، وعادة ما تتجدد الاشتباكات بشكل شبه يومي بين القوات المشتركة والحوثيين المدعومين من إيران.
ولم تُشر تقارير إلى حصيلة حول مقتل مدنيين في جولة القِتال الأخيرة. ويوم الأحد قالت مصادر ل”يمن مونيتور” إن سيدة في العقد الخامس من عمرها قُتلت برصاص الحوثيين في منطقة “حيس” وأصيب طفل في نفس المكان. كما أصيب مدني ثالث في مديرية الدريهمي.
والقوات المشتركة يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي بدّل تحالفه من الحوثيين إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية بعد أن قتل الحوثيون عمه في ديسمبر/كانون الأول 2017م. ولا تخضع هذه القوات لهيئة الأركان اليمنية وتتلقى دعمها من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.