ظلت الخصوصيات في اليمن خلال قرون عديدة تنتصر على عوامل الوحدة، ومهما بلغت درجة الاتصال والتواصل فإنه لا يمكن أن نتجاهل إرث تلك القرون ومخلفاتها، بسبب طفرة الاتصالات وثورة المعلومات، أو أن عقودا قليلة من عمر الجمهورية قد تمكنت من ازالة رواسب الحقب المتطاولة، لذلك على القوى اليمنية باختلاف مشاربها، وتنوع توجهاتها أن تعي جيدا أن الخلافات السياسية والصراع القائم سيعمل على بعث التناقضات القديمة وانعاشها مجددا، فمجتمعنا ما زال حاضنا لجراثيم الإمامة . ظلت الخصوصيات في اليمن خلال قرون عديدة تنتصر على عوامل الوحدة، ومهما بلغت درجة الاتصال والتواصل فإنه لا يمكن أن نتجاهل إرث تلك القرون ومخلفاتها، بسبب طفرة الاتصالات وثورة المعلومات، أو أن عقودا قليلة من عمر الجمهورية قد تمكنت من ازالة رواسب الحقب المتطاولة، لذلك على القوى اليمنية باختلاف مشاربها، وتنوع توجهاتها أن تعي جيدا أن الخلافات السياسية والصراع القائم سيعمل على بعث التناقضات القديمة وانعاشها مجددا، فمجتمعنا ما زال حاضنا لجراثيم الإمامة .
قد يكون للطبيعة الجغرافية التي عزلت المناطق عن بعضها البعض، والسكن في الجبال وتناثر الكتلة البشرية سبب في عدم قيام المدن الكبيرة في اليمن، الأمر الذي أثر في بقاء العصبيات القبلية والمناطقية والمذهبية داخل المجتمع، إلا أن انبعاث هذه التناقضات بصورة متكررة، يعود بالدرجة الأولى للطريقة التي استمر الحكام – مهما تغيرت القابهم – يستخدمونها كنهج ثابت في التعامل مع المناطق المختلفة، والتي تقوم على اذكاء هذه التناقضات واستغلالها لتسميم أجواء الانسجام بين السكان، والعمل على تأليب بعضهم على البعض الآخر، بهدف ارهاقهم والسيطرة عليهم والاحتفاظ بالسلطة، وهذا ما أوجد شرخا نفسيا داخل مكونات المجتمع المختلفة، يعبر عن حضوره في عدم الالتفاف تحت راية واحدة لمواجهة الأخطار، وفي غياب حالة الاجماع الوطني داخل البلاد حول القضايا الرئيسية .
ومن هنا على أي حكومة يمنية من أجل أن يكتب النجاح لسياساتها اتخاذ التدابير اللازمة، في التعامل مع المجتمع، ليس في أوقات الاضطرابات السياسية وحسب، وانما في أوقات الاستقرار السياسي .
خلال الشهور الماضية بدأت جراثيم الإمامة الجهوية والمذهبية والمناطقية تجد لها حواضن بين عدد من المنتمين للقوى الوطنية، وقد ظهر ذلك في العديد من المقالات والكتابات الصحفية، التي تتحدث بتعميم مخل عن الصراع بين مطلع ومنزل، زيدي شافعي، شمالي جنوبي، إن خبرة صالح وجماعة الحوثي في الصراعات الأولية تفوق خبرتهم في قيادة المعارك الوطنية، وإذا تمكنوا من اذكاء هذه النعرات فإنهم أقدر على استغلالها، وتحويلها لخدمتهم بما يفوق الأطراف الوطنية ..