كتابات خاصة

أنا والحمار عبر التاريخ!

أحمد عثمان

أنا ابحث عن أنا….بس من منهم أنا …..أنا اليوم وإلا أمس أو بكرة …أنا أكثر من صورة وأكثر من لغز وأكثر من فرحة، وحزني وحده واحد وثقيل وربما ظاهر القسمات. أنا ابحث عن أنا….بس من منهم أنا …..أنا اليوم وإلا أمس أو بكرة …أنا أكثر من صورة وأكثر من لغز وأكثر من فرحة، وحزني وحده واحد وثقيل وربما ظاهر القسمات.
أنا أمل يبحث عن حلم، ودمعة تبكي على بسمة غابت أو ستغيب ..بحكم الغائب.
 
أنا ماضي يبحث عن مستقبله، ومسافر لم يجد لعصاه مطرح أو استراحة.
 
أنا وطن مكدود بأبنائه، كتبت عليه لعنة أزلية اسمها (الحاكم)، وعاهة مستدامة اسمها (الحكم)!
 
أنا ما زلت من أيام أبي وجدي الأول منذ قرون أبحث عن (أنا) بين البشر فلا أجدني، أنا وبني قومي، إلا معلقين في رقبة (حاكم) أشبه بـ(الحمار)، وأقرب إلى (السبع)، فلا نستطيع الفكاك من رقبة (الحمار)….لأننا قوم كل واحد “ينط” لإبعاد أخيه المقاوم لمسيرة النهيق، وبدلاً عن استكمال مسيرة التحرر من الرفس والدعس بـ(الحوافر) بالتعاون والتكامل، يضرب كل منا صاحبه بالراس لأنه تقدم عليه في الصورة  …. كل يريد أن يكون هو الأول في قطع رقبة “الحمار المعمر”، أو تسجل باسمه حتى ولو كان غائباً أو في حفلة تقديم (البرسيم)، والنتيجة دائماً ما يقع الجميع فريسة سهلة تحت أرجل الحمار الغبي، وتتكرر المأساة عبر الأجيال دون اعتبار، وكأننا من سلالة (الحمير) ويستمر نهيقنا كبشر يشبهون واليهم !
ربما لأننا ونحن نتهيأ لقطع رقبة (الحمار)، يضمر كل واحد منا أن يكون هو (الحمار الجديد) !!
 وهكذا تستمر المهزلة، حتى نقرر أن نكون بشراً وأناساً بقيم تختلف عن قيم البهائم والسباع.
 وحتى ذلك الحين …..ربنا يستر عليكم  جميعاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى