الجوع والمياه الملوثة يهددان ملايين اليمنيين
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة (شينخوا)
تبكي هديل عبده من الجوع وآلام المعدة طوال اليوم. بالكاد تستطيع الفتاة البالغة من العمر عامين الوقوف على قدميها.
وفقًا للأمم المتحدة، يواجه اليمن أسوأ أزمة إنسانية على هذا الكوكب، حيث يعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد وأكثر من 20 مليونًا على شفا المجاعة.
دمرت الحرب التي استمرت أكثر من ست سنوات البنية التحتية للبلاد ودمرت أنظمتها الصحية والاقتصادية.
وقالت نصيبة الحاج، جدة هديل، لوكالة أنباء (شينخوا) أمام كوخ العائلة في منطقة حرض الحدودية في محافظة حجة شمال غرب اليمن “هديل مريضة منذ ستة أشهر ووضعها يزداد سوءا”.
وقالت “بدأت معاناتنا قبل خمس سنوات عندما فررنا من المعارك إلى مخيمات النازحين تاركين وراءنا منزلنا ومزرعتنا وبقالتنا … منذ ذلك الحين تأثرنا بالمصاعب والمآسي”.
وأضافت: “ابني عبده، والد هديل، أصبح عاطلاً عن العمل منذ ذلك الحين. يذهب للبحث عن عمل، لكن في معظم الأيام يعود خالي الوفاض”.
أخذتنا الجدة إلى المطبخ لتطلعنا على نوع من الطعام مطبوخ بالحطب، “وجبة واحدة في اليوم لا تكفي للأسرة الكبيرة المكونة من 17 فردًا”.
قال الطبيب محمد سعد في المركز الصحي بالمنطقة إن هديل واحدة من مئات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في هذه المناطق.
وقال سعد لوكالة أنباء (شينخوا) “نواجه مشكلة كبيرة تتمثل في نقص أدوية سوء التغذية وسط تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل”.
وأشار إلى أن “الكثير من حالات سوء التغذية تزداد سوءاً بسبب شرب مياه الآبار القذرة التي تؤدي إلى الإسهال والقيء”، مشيراً إلى أن “معظم الأسر تفتقر إلى الغذاء والمياه النظيفة بسبب الحرب المستمرة”.
ويحذر طارق هبة، رئيس المكتب الصحي الحكومي في المديرية المحاصرة، من تزايد حالات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال بسبب تلوث مياه الآبار في منطقتي حرض وحيران الحدودية الشمالية.
وقال هبة لوكالة أنباء (شينخوا) “هناك أعداد متزايدة من حالات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال في المناطق المحررة في الجزء الشمالي من محافظة حجة بسبب نقص مياه الشرب النظيفة وانتشار مياه الآبار الملوثة”.
وأضافت هبة “هناك أكثر من 3000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في هذه المناطق ومن المرجح أن يزداد العدد بسبب نقص الأدوية والمياه النظيفة”.
في مكان آخر في منطقة عبس المجاورة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، هناك مئات الأطفال المرضى، بحسب السلطات الصحية المحلية.
وزارت (شينخوا) ثلاثة منازل هناك ووجدت هاشم عيتين البالغ من العمر سنة واحدة وعبيد مساوي البالغ من العمر عامين وجانا يحيى البالغة من العمر عامين يعانون من سوء التغذية الحاد وآلام في المعدة بسبب تلوث مياه الآبار.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
المصدر الرئيس