سنغافورة تعتقل رجل أعمال ومدون بتهمة جمع معلومات لصالح قوة أجنبية في اليمن
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
احتجزت السلطات السنغافورية رجل أعمال ومدون من أصل حضرمي بتهمة ضلوعه في الحرب الأهلية اليمنية والعمل لصالح قوة أجنبية في البلاد وجمع لأجلها معلومات استخباراتية.
وقالت إدارة الأمن الداخلي السنغافوري إن مواطنها هيكل بافنع (48 عاماً) اعتقل في مارس من العام الماضي بتهمة الإضرار بأمن سنغافورة ومصالحها بعد أن عاد إليها من اليمن.
و”هيكل بافنع” مدون بارز في تويتر كتب خلال السنوات الماضية عن الحرب في اليمن، وتم تصنيفه ضمن أفضل المؤثرين في الرأي العام عام 2017م.
وكان ينشر “بافنع” من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين وتظهر مدوناته علاقة وطيدة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتله الحوثيون في 2017م.
وحاول “يمن مونيتور” الوصول إلى محتوى صفحاته على تويتر وفيسبوك لكن تبيّن أنها قد أغلقت.
وشددت إدارة الأمن الداخلي السنغافوري على “موقف سنغافورة الصارم ضد أي شخص يدعم أو يروج أو يتعهد أو يقوم بالاستعدادات للقيام بأعمال عنف مسلح”.
وقالت إن “هيكل” ساعد أحد الفصائل في الحرب الأهلية بعد أن هاجر إلى اليمن مع أسرته حوالي عام 2008.
وأضافت أن هيكل “تطوع وحمل السلاح للقتال إلى جانب هذا الفصيل” الذي لم تحدده الوزارة.
وأثناء تواجده في اليمن الذي مزقته الحرب كان يدير شركة استشارية تقدم المشورة للشركات الأجنبية بشأن المخاطر الأمنية وفرص العمل في اليمن وكان المدير الإداري لشركة ((Bafana Advisory..
ولفتت الوزارة إلى أن “هيكل” عمل كوسيط بين هذا الفصيل والقوة الأجنبية –التي لم يتم ذكر اسمها أيضاً. وسعى إلى تأمين معدات عسكرية وإمدادات وأموال لإجراء تدريبات عسكرية.
وأشارت إلى أن “هيكل” جمع معلومات استخباراتية عن اليمن لهذه القوة الأجنبية من حوالي 2012 إلى 2018، والتي دفع له “مبالغ كبيرة”.
وقالت إن تعاملات “هيكل مع القوة الأجنبية سرية بطبيعتها”.
وقالت إدارة الأمن الداخلي إنها لم تكشف عن قضية هيكل في وقت سابق، لأن التحقيقات في أنشطته في اليمن كانت معقدة، والقيام بذلك كان سيعرض التحقيقات الجارية للخطر.
وبشأن أولئك الذين يدعمون العنف المسلح أو يقومون به أو يتخذون الاستعدادات للقيام بذلك، قالت إدارة الأمن الداخلي: “بغض النظر عن كيفية تبريرهم لهذا العنف أيديولوجياً، أو مكان حدوث العنف، فقد أظهر مثل هذا الشخص نزعة خطيرة لدعم استخدام العنف. ”
وأضافت أن هيكل ضاعف ذلك من خلال خدمة مصالح قوة أجنبية لتحقيق مكاسب مالية. مشيرة إلى أنه بقي في اليمن بعد عام 2011 مع تدهور الوضع الأمني، حتى بعد إجلاء السنغافوريين الآخرين.
تم القبض عليه بموجب قانون الأمن الداخلي السنغافوري بعد أن عاد هو وعائلته إلى سنغافورة في 5 فبراير/شباط من العام الماضي. وأضافت وزارة الداخلية أن أفراد عائلته لم يتورطوا في أنشطته في اليمن.
ورداً على سؤال حول كيفية جذب هيكل انتباه وزارة الأمن الداخلي السنغافوري. قال متحدث لصحيفة “ستريتس تايمز” السنغافورية يوم الأربعاء إن “هيكل نشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أنه متورط في النزاع المسلح في اليمن”.
وأضاف المتحدث: “على سبيل المثال، نشر صورة لنفسه مرتديًا عتادًا عسكريًا وبندقية رشاش، بالإضافة إلى منشورات أخرى تشير إلى تورطه في العنف المسلح أو دعمه”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
المصدر الرئيس