إدانات واسعة لمقتل مدنيين في قصف حوثي على مجمع صناعي غربي اليمن
يمن مونيتور/ خاص
تواصل المنظمات الحقوقية الدولية إداناتها لقصف الحوثيين مصنعا بمحافظة الحديدة غربي اليمن، يوم الخمس، مما أدى إلى مقتل وإصابة قرابة 16 مدنيا يمنيا.
وقال بيان صادر عن المنظمة الدولية، وصل “يمن مونيتور” نسخة منه، “تُدين بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحٌديدة (أونمها) مقتل وإصابة مدنيين نتيجة قصف مجمع إخوان ثابت الصناعي في الحُديدة”.
وأضاف البيان “يجب أن يتوقف قتل المدنيين، ونحث الأطراف على استخدام الآليات التي تمّ وضعها في ستوكهولم قبل عامين للحفاظ على وقف إطلاق النار وتجنّب المزيد من المعاناة للشعب”.
ولفت إلى أن الخسائر في أرواح المدنيين تظهر مرة أخرى عدم جدوى المعارك في محافظة الحُديدة، وتوضح أنه يجب احترام القانون الإنساني من قبل جميع أطراف النزاع لتجنيب المدنيين الوقوع في دائرة العنف المميت”.
وأفاد البيان ” بالإضافة إلى كونه مصنعًا عاملاً يخدم السُكان ويوفّر فرص العمل، يُنظر إلى موقع المجمع الصناعي كأحد المواقع المُحتملة لمكتبٍ لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) لتعزيز خفض التصعيد والحفاظ على وقف إطلاق النار”.
وتابع: “يوضح هذا الحادث الحاجة الملحة لدفع عملية تجرّد الخطوط الأمامية من الصفة العسكرية”.
من جانبها، ادانت منظمة رايتس رادار الحقوقية، القصف المدفعي للحوثيين الذي استهدف مجمع اخوان ثابت الصناعي جنوب مدينة الحديدة.
وقالت المنظمة في بيان لها، إن “تكرار استهداف الأعيان المدنية جرائم حرب واضحة وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الإنساني الدولي ويجب ألا يتساهل المجتمع الدولي مع هذا النوع من الجرائم”.
من جانبه، دان وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني واستنكر بأشد العبارات الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبتها جماعة الحوثي مساء الخميس، باستهدافها مجمع إخوان ثابت التجاري جنوب مدينة الحديدة بعدد من قذائف الهاون، والذي أسفر عن استشهاد ثمانية من عمال المجمع وجرح 13 آخرين.
وأوضح الوزير اليمني أن هذه الجريمة النكراء تأتي في ظل رفض “الحوثي” السماح لنائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة دانييلا كروسلاك بزيارة المجمع التجاري، رغم وساطة المبعوث الأممي، في تحدي واستهتار غير مسبوق بالمنظمات والقرارات الدولية واتفاق ستوكهولم.
وطالب الإرياني الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الخاص لليمن وبعثة الأمم المتحدة لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة، بموقف واضح وحازم من هذه الجريمة النكراء التي تضاف لمسلسل جرائم “ميلشيا الحوثي”، واستمرار خروقاتها لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.
في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قُتل 5 أطفال و3 نساء، وأصيب 6 آخرون بجراح جراء قصف مدفعي للحوثيين على منزل في إحدى القرى في “الدريهمي”.
ورعت الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2018، اتفاقا في السويد بين الحكومة والحوثيين لوقف العمليات العسكرية في الحديدة وإعادة انتشار القوات في المحافظة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، إلا أن الاتفاق تعثر تنفيذه، حيث تستمر خروقات وقف إطلاق النار الهش في تلك المناطق.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة مقتل ربع مليون يمني (233 ألف) خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.