شلل القطاع المصرفي في مناطق الحكومة اليمنية مع انهيار تاريخي للريال
يمن مونيتور/ خاص:
أوقف القطاع المصرفي في محافظتي عدن وتعز الخاضعتين لسيطرة الحكومة الشرعية، يوم الخميس، عمله بسبب انهيار تاريخي سجله الريال اليمني أمام سلة العملات الأجنبية.
ففي مدينة عدن دعت جمعية الصرافين في “عدن” جميع شبكات التحويل المالية المحلية، جميع مالكي شركات الصرافة ومؤسسات ومنشآت وشبكات القطاع المصرفي بعدن، إلى إغلاق محالها، بدءًا من الخميس.
وقالت إن قرار الإغلاق يأتي بسبب “التدهور الكبير للعملة المحلية أمام الأجنبية، والذي بلغ رقمًا غير معهودًا، ولما تقتضيه المصلحة العامة”.
وقال سكان في عدن لـ”يمن مونيتور” إن محلات الصرافة أغلقت أبوابها بالفعل، وأوقفت التعاملات.
وفي مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة –أيضاً- قال سكان لـ”يمن مونيتور” إن محلات الصرافة أغلقت أبوبها.
وقال صيرفي لـ”يمن مونيتور”: إن الإغلاق جاء بالتزامن مع إغلاق المحلات في عدن واستجابة لدعوة الجمعية.
ولفت إلى أن على “الحكومة إيجاد حلّ جذري لتدهور الريال اليمني”.
وحسب صيارفة في عدن وتعز وباقي مناطق سيطرة الحكومة الشرعية فإن الريال اليمني انهار بشكل غير مسبوق حيث وصلت قيمة الدولار الواحد إلى (890 ريالاً)للشراء، والريال السعودي إلى (235 ريالاً).
وهو ارتفاع كبير مقارنة بقيمته في مناطق الحوثيين. حيث قال صيارفة في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن قيمة الدولار الواحد ( 598ريالاً) للشراء و (600 ريال للبيع). والريال السعودي (158 ريالاً) للشراء و(159 ريالاً) للبيع.
وتزايد الانقسام المالي في البلاد مع اتخاذ الحوثيين قراراً نهاية العام الماضي، تمنع تداول الطبعات الجديدة من العملة والمطبوعة في عدن في مناطق سيطرتهم، إذ استمر الحوثيون في استخدام العملة من الطبعة القديمة التي أصبح معظمها سيء وغير قابل للتداول، وهو القرار الذي وسع الهوة بإيجاد سعرين مختلفين للعملة المحلية.
وأدى انهيار الريال اليمني إلى ارتفاع رسوم التحويلات النقدية من مناطق الحكومة إلى مناطق الحوثيين أكثر من45% من المبلغ المُرسل. وفشلت جهود للأمم المتحدة في رأب صدع الانقسام المالي بين الطرفين.
ولم تعلق الحكومة اليمنية على الانهيار. ويوم الأربعاء اجتمعت إدارة البنك المركزي في عدن وقالت إنها وضعت مصفوفة أولويات للعمل تتقدمها وقف قيمة الريال اليمني. يوم الثلاثاء اتهم نائب محافظ البنك، شكيب الحبيشي، ما أسماها “تيارات معاكسة تهدف إلى تشويه صورة البنك المركزي ومركزه الرئيسي بعدن، خدمة لأطراف تسعى لخلق حالة عدم استقرار وعرقلة المساعي التي تبذلها الحكومة في سبيل تعافي النشاط الاقتصادي لبلادنا“.
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الريال اليمني فقَد 250% من قيمته منذ بداية الحرب.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب- كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.