غير مصنف

“الدولة الإسلامية ” و”القاعدة” في اليمن.. هل اكتملت شروط المواجهة؟

بعد أن بدأت المواجهات المسلحة بين فرع تنظيم القاعدة في سورية “جبهة النصرة” وبين “تنظيم الدولة الإسلامية”، لعبت باقي أفرع تنظيم القاعدة، في المغرب واليمن والصومال ولبنان وغيرها، دور الناصح والمصلح. يمن مونيتور/ خاص/ من محمد مراد
بعد أن بدأت المواجهات المسلحة بين فرع تنظيم القاعدة في سورية “جبهة النصرة” وبين “تنظيم الدولة الإسلامية”، لعبت باقي أفرع تنظيم القاعدة، في المغرب واليمن والصومال ولبنان وغيرها، دور الناصح والمصلح.
وكانت هذه الأفرع تعتقد أن الصراع نشأ عن خلاف سببه نقض “جبهة النصرة” بيعتها لتنظيم الدولة وإعلان البيعة لأمير تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري” وليس له أية خلفية عقائدية.
ويؤكد ذلك نقد فرع تنظيم القاعدة في اليمن التنصيف العقدي لتنظيم الدولة الإسلامية من قبل بعض الفصائل الجهادية في سورية، وتأكيده على أنهم “إخواننا وليسوا خوارج”.
ومع اتساع دائرة الخلاف بين تنظيم القاعدة ككل وبين تنظيم الدولة، خصوصا بعد أن طلب الثاني من أفرع الأول أن تحدد موقفها مما يجري، بدأ هذا الخلاف يأخذ شكلا آخر، على مستوى دوافعه وعلى مستوى ترجمته إلى واقع عملي.
 
دوافع
وحين لم يكن أمام أفرع تنظيم القاعدة سوى الاختلاف مع تنظيم الدولة كان لا بد من وضع هذا الخلاف في إطار عقدي، حتى لا تخسر تلك الأفرع أعضاءها أو تخسر حماسهم في الصراع القادم مع التنظيم.
وقبل أن يبلور تنظيم القاعدة دوافع اختلافه مع تنظيم الدولة الإسلامية، كان عليه إسقاط دوافع اختلاف تنظيم الدولة معه، فأكد عدم مشروعية إعلان الخلافة، وعدم مشروعية مبايعة من أعلنوها، واعتبرهم جماعة لا دولة.
ثم استفاد من ردود أفعال تنظيم الدولة، في صياغة مبررات الخلاف معه، فلديه “غلو” في التعامل مع الخصوم، كما إنه، بحسب بياناته، يكفِّر المسلمين ومخالفيه، ما يعني أنه فعلا يعتنق بعض أفكار الخوار، من وجهة نظر القاعدة.
وإلى جانب المخالفات العقدية ظل تنظيم القاعدة يتحدث عن أمور أخرى لدى تنظيم الدولة، كشق الصف الجهادي، وإثارة الفتنه، وحرف الجهاد عن مساره من خلال إشغال الأمة بصراعات جانبية، واغتصابه حق المسلمين في اختيار من يحكمهم حين أعلن الخلافة بشكل أحادي ودون مشاورة.. إلخ.
كما تطور الأمر إلى الازدراء اللفظي، فبعد أن كانت “جماعة الدولة” أصبحت “جماعة البغدادي” حد تعبير البيان المشترك لفرعي قاعدة اليمن والمغرب، ولدى الجانب الآخر يُتداول مسمى “قاعدة الظواهري”.
لقد آل أمر ما كان تنظيما واحدا، قبل أعوام، إلى تنظيمين يمتلكان كل مبررات الصراع وإمكاناته.
 
الصراع واقعا
بدأ الخلاف يتحول إلى صراع في بعض البلدان، كـ”ليبيا” التي أصدر “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” فتوى لـ”مجلس شورى مجاهدي درنة” بمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية دفاعا عن مناطق سيطرتهم.
على أن الصراع المسلح في ليبيا هو بين الدولة الإسلامية وبين فصائل جهادية لم تعلن بيعتها، بشكل رسمي، لتنظيم القاعدة، لكن هذه الفصائل تحظى بدعم وتأييد من “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” الذي يتخذ من الجزائر مقرا له.
ومن المتوقع، بل من المؤكد أن يتحول الخلاف إلى صراع في بلدان أخرى، وأن يشبه أو يتجاوز الصراع الدائر في سوريا وليبيا.
 
لماذا اليمن؟
وتبدو اليمن مرشحة أكثر من غيرها لأن تصبح ساحة لهذا الصراع، لأسباب عديدة أهمها:
أولا: للطرفين حضور قوي في اليمن، ويساعد الاقتتال الدائر في هذا البلد منذ أشهر على تنمية هذا الحضور.
ثانيا: اليمن إستراتيجية من ناحية جغرافية، وسيستميت تنظيم الدولة في ضمها أو ضم مناطق منها إلى دائرة نفوذه، ويبدو تنظيم القاعدة أهم عوائق تحقيق ذلك، فقد سيطر على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، وسلَّمها لمجلس أهلي يديره هو، كما إن له حضورا كبيرا في بعض محافظات الجنوب.
ويذهب بعض مناصري تنظيم الدولة الإسلامية إلى أن القاعدة استبقت مخطط للتنظيم في السيطرة على مدينة المكلا بالسيطرة عليها وتسليمها للمجلس الأهلي.
ثالثا: أعلن تنظيم الدولة إلغاء الجماعات والتنظيمات والأحزاب في اليمن، في كلمة صوتية للبغدادي عنوانها “ولو كره الكافرون”، وسيسعى إلى تطبيق هذا الأمر بالقوة مستقبلا، لذا حمَّله فرع تنظيم القاعدة في اليمن، عقب هذا الإعلان، المسئولية عما قد يترتب عليه، وقال في بيان له إنه لن يبدأ أحد بقتال، في إشارة إلى أنه لن يحل نفسه وسيقاتل من يقاتله.
رابعا: لليمن حدود طويلة مع بلد يتواجد فيه عدد كبير من مناصري وأعضاء الطرفين، وسيكون الصراع عامل جذب لهؤلاء الأعضاء والمناصرين، إن لم يمثل ذلك فرصة للتخلص منهم.
خامسا: أصبح كل طرف من وجهة نظر الطرف الآخر عقبه في طريق مشروعه الجهادي، ولا بد من إزالة هذه العقبة بكل السبل.
سادسا: باتت دوافع الصراع الآن دينية عقائدية.
سابعا: لا توجد مؤشرات حقيقية على قرب نهاية حرب التحالف العربي ضد الحوثيين وصالح في اليمن، بحسم عسكري أو بمفاوضات، وهو ما يعني استمرار الفراغ في السلطة التي كان يُفترض أن تحارب التنظيمين معا، أما المتوفر من السلطة في المناطق المحررة، فمنشغل بالحرب على من فرضوا أنفسهم كـ”سلطة أمر واقع” وسيطروا على محافظات ومدن يمنية عدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى