(انفراد) خلافات مالية بين قيادة الحوثيين وراء تأجيل حملة تحصين ضد شلل الأطفال
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
تسببت خلافات بوزارة الصحة الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين في صنعاء، بتأجيل حملة التحصين ضد شلل الأطفال التي كان من المقرر أن تطلقها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إطلاقها منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أي قبل 10 أيام.
وفي تصريح خاص لـ”يمن مونيتور” قال ستة أشخاص يعملون في ثلاث فِرق التحصين العاملة بالأجر اليومي: تم إبلاغنا بأنه تم تأجيل تدشين الحملة لأسباب تتعلق بأمور مالية بحتة.
وأوضحت تلك الفِرق أن الخلافات كانت: بين طه المتوكل وزير الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها وعدد من قيادات جماعة الحوثي المسؤولة في الحملة.
وأفادت: أنه تم سحب مبلغ كبير بالعملة الصعبة الدولار من منظمة “اليونيسف” بتوجيهات من وزير الصحة طه المتوكل ولم توزع على الفرق الطبية ما تسبب بخلافات وسط جماعة الحوثي انعكس على تأخر وتأجيل حملة التحصين ضد شلل الأطفال.
وتحدث الأشخاص لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتهم خشية الانتقام. ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الوصول إلى “يونيسف” للتأكد.
يأتي ذلك على الرغم من وصول شحنة اللقاحات الخاصة بالحملة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى مطار صنعاء الدولي عبر طائرة شحن تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، وتحمل خمسة ملايين و136 ألف جرعة من اللقاح الفموي.
وكان مدير إدارة اللقاحات في برنامج التحصين بصنعاء طه العقاري بيّن أن الشحنة سيتم استخدامها في حملة التحصين ضد شلل الأطفال خلال نوفمبر/تشرين الثاني الحالي في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
حذرت الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي من أن “شلل الأطفال” عاد إلى اليمن مجدداً بعد إعلان خلوه من الفيروس. وخلال السنوات الماضية بذل الحوثيون جهوداً مضاعفة لمنع وصول اللقاحات التي تكافح الأمراض إلى مناطق سيطرتها.
وفي سبتمبر/أيلول قال الوكيل المساعد لوزارة الصحة اليمنية في الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، عبد الرقيب الحيدري، عن تسجيل ارتفاع ملحوظ في معدلات شلل الأطفال في محافظتي صعدة وحجة، محذراً من إمكانية تصاعد المعدلات خلال الفترة القادمة، ما يطرح إمكانية عودة المرض إلى الانتشار في البلاد مجدداً.
واتهم الحيدري جماعة الحوثي بمنع إيصال لقاح شلل الأطفال عن المحافظتين التي تسيطر عليهما، على الرغم من محاولات الحكومة الشرعية إدخال الأدوية إلى المنطقتين عدة مرات.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.