تعفن البطيخ في مزارع شمال اليمن بسبب حصار الحوثيين
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
نضج معظم محصول البطيخ ثم تعفن في حقول مدينة ميدي الساحلية شمال غرب اليمن. إذ لا يستطيع المزارعون عبور الطرق المؤدية إلى الأسواق الأخرى في المدن المجاورة لبيع محاصيلهم بسبب تصاعد القتال بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي المسلحة.
وقالت وكالة أنباء شينخوا الصينية في تقرير نشرته على النسخة الإنجليزية، يوم الأربعاء، شددت جماعة الحوثي، التي تسيطر على جزء كبير من محافظة حجة، حصارها على ميدي منذ أكثر من عامين، في محاولة لاستعادتها من أيدي القوات الحكومية.
وقد أجبر استمرار الحصار والقصف معظم السكان على الفرار من المدينة خوفًا على حياتهم.
وقال المزارع محمد محمد الجعيدي: “نعاني من الحصار منذ أكثر من عامين ولا يمكننا الذهاب إلى أسواق أخرى في المدن المجاورة لبيع محاصيلنا. هذه هي السنة الثانية على التوالي التي نفقد فيها محصول البطيخ”.
وصرح المزارع البالغ من العمر 63 عاما لشينخوا بأن “أكثر من 10 آلاف بطيخة قد تعفنت منذ بداية هذا الحصاد … هذه كارثة”.
هذا المحصول هو مصدر الرزق الوحيد لعائلة الجعيدي المكونة من 22 فردًا.
كانت حجة قبل الحرب واحدة من أكبر المناطق الزراعية في البلاد، حيث كانت تنتج أنواعًا مختلفة من الفواكة والخضروات وكانت محركًا اقتصاديًا حيويًا في دفع عجلة التنمية، لكنها الآن في حالة خراب.
ومثل الجعيدي، يشعر مزارع الفاكهة أحمد يحيى بإحباط شديد من الحصار.
وقال يحيى (55 عاما) لشينخوا “تحولت آمالنا إلى كابوس”. “ليس لدينا خيار سوى ترك أكوام البطيخ المحصودة على الأرض حتى تتعفن”.
أما الجعيدي فيقول إنه وعائلته سيواصلون النضال للتغلب على كل التحديات لتجنب المزيد من الخسائر قدر الإمكان.
وصرخ الجعيدي “وضعنا يزداد سوءا ، نريد حلا. عليهم إعادة فتح الطرق والسماح للناس بالعيش والذهاب والبيع والشراء”.
نجل الجعيدي الأكبر يجمع البطيخ الجيد ويعرضها على جانب المزرعة لمحاولة بيعها وشراء الطعام لأسرته الكبيرة.
وقال الابن لشينخوا “إنه ألم كبير عندما لا نجد طريقا آمنا لبيع محاصيلنا”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
المصدر الرئيس