بعد إغلاق محتجين ميناء اليمن الرئيس.. أزمة مشتقات نفطية خانقة في “عدن” وتضرر واردات البلاد
يمن مونيتور/ قسم التقارير:
تستمر أزمة المشتقات النفطية في محافظة عدن عاصمة اليمن المؤقتة جنوبي البلاد، في التصاعد مع استمرار إغلاق بوابات الميناء من قِبل متقاعدين عسكريين محتجين يطالبون برواتبهم.
ويوم الأحد الماضي أغلق محتجون ومتقاعدون عسكريون أبواب “محطة الحاويات” الرئيسية في المدينة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
واصطفت مئات السيارات أمام محطات البنزين في المدينة الساحلية، مع انعدام الوقود.
وقال محمد العدني لـ”يمن مونيتور” إن المسؤولين في المحطة يقولون إن “صهاريجهم” موجودة في الميناء وستخرج، لكن منذ أربعة أيام لا يوجد بنزين.
ولفت محمد إلى أن قيمة “الدبة 20 لتر” من البنزين وصلت قيمتها مساء الجمعة في السوق السوداء إلى 24 ألف ريال يمني. ويساوي الدولار في عدن 810 ريال.
وقال أيهم علي الذي ينتظر في محطة بخور مكسر لـ”يمن مونيتور” إن “المولد الكهربائي الذي يشغل محله التجاري في المديرية ذاتها توقف عن العمل بسبب عدم وجود البنزين، من كان يتوقع حدوث أزمة بهذه الطريقة”.
ودعا أيهم ومحمد السلطات في المحافظة إلى التحرك وتنفيذ مطالب المحتجين وتوفير المشتقات النفطية بسرعة.
وأضاف أيهم أن “السوق السوداء انتعشت في ظل عدم وجود أي رقيب، وإلا كيف اختفى البنزين فجأة مع بدء إغلاق المتقاعدين للميناء”.
يبدي الكثير في محطات التعبئة تعاطفاً مع المتقاعدين العسكريين ويعتبرون السلطات المسؤولة الأولى عن الأزمة التي استفحلت في عدن.
وعادة ما تعاني المدينة من أزمة مشتقات نفطية، لكن في معظمها تعود لتأخر الوارد أو لمشكلات تتعلق بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على الميناء، كما يقول “أيهم” و”العدني”.
ويقول السكان إن الفوضى في الميناء وانعدام المشتقات النفطية أدت إلى زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي في عدن إلى إطفاء التيار خمس ساعات مقابل ساعتين تشغيل.
ولا يقتصر الأمر على مدينة عدن وحدها فأزمة المشتقات النفطية وصلت إلى محافظة أبين المجاورة حيث قال سكان إن قيمة “20 لتر” من البنزين وصل تسعة آلاف ريال. وتشكو معظم المحافظات المجاورة من توقف الكهرباء المتكرر.
وليست المشكلة الرئيسية في المشتقات النفطية بل في معظم الواردات إلى ميناء عدن، الميناء الرئيسي الحالي في اليمن مع فرض الحكومة اليمنية وقفاً لوصول السفن إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين من أجل إجبار الحوثيين على تنفيذ اتفاق سابق متعلق بالإيرادات.
وفي بيان صدر يوم الجمعة قالت اللجنة العمالية لمحطة حاويات ميناء إن أنشطة محطة الحاويات مغلقة منذ خمسة أيام، والتي تشكل فيها أنشطة الحاويات ما نسبته 85% من إجمالي أنشطة ميناء عدن.
وأضافت اللجنة “أن المساحة التخزينية لمحطة حاويات ميناء عدن شارفت على الامتلاء جراء تكدس الحاويات من خلال تفريغها من على متن السفن وتوقف حركة خروجها إلى أصحابها، والذي بدوره سيؤدي إلى توقف كامل لنشاط المحطة نتيجة الاكتظاظ بالحاويات وامتلاء المساحات التخزينية”.
وقال البيان “إن الخطر بات وشيك ويهدد قوت الناس في المقام الاول وسمعة ميناء عدن من ناحية ثانية”.
ونبه البيان إلى أن هذا “الإغلاق يأتي “في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المنادية بفتح ميناء الحديدة لتكون رافداً للحوثيين، نجد بأن هناك من يقوم بالمشاطرة نحو السعي لإغلاق محطة حاويات ميناء عدن شريان حياة المواطن وبوابة الوطن نحو العالم”.
وتشكل الواردات أكثر من 80% من حاجة اليمن من السلع الأساسية.
وعلى عكس ما يعتقد كثيرون فإن المتقاعدين العسكريين توعدوا بتصعيد احتجاجاتهم خلال الفترة القادمة بما فيها “إغلاق مطار عدن الدولي، والبنك المركزي اليمني” حتى يتم الاستجابة لمطالبهم.