واشنطن تُفرج عن الجاسوس “الإسرائيلي” جوناثان بولارد
أسدلت واشنطن، الجمعة، الستار على أكبر قضية تجسّس بين حليفين بالإفراج عن الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد بعد نحو ثلاثة عقود أمضاها في السجون الأميركية بتهمة تسريب معلومات دفاعية واستخباراتية أميركية إلى تل أبيب.
يمن مونيتور/ واشنطن/ وكالات
أسدلت واشنطن، الجمعة، الستار على أكبر قضية تجسّس بين حليفين بالإفراج عن الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد بعد نحو ثلاثة عقود أمضاها في السجون الأميركية بتهمة تسريب معلومات دفاعية واستخباراتية أميركية إلى تل أبيب.
وقال المتحدث باسم جمعية ” العدالة لجوناثان بولارد” التي تنشط منذ سنوات للإفراج عنه، إن “بولارد أصبح حراً بعد ثلاثين سنة” في السجن.
ورحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإفراج عنه “بعد ثلاثة عقود طويلة وصعبة”.
ولم توضح الجمعية وجهة المحلّل السابق في البحرية الأميركية الذي يبلغ الآن من العمر 61 عاماً والممنوع من مغادرة الأراضي الأميركية لخمس سنوات بعد الإفراج عنه.
وقال نتنياهو في بيان: “شعب اسرائيل يُرحّب بالإفراج عن جوناثان بولارد. بعد ثلاثة عقود طويلة وصعبة، اجتمع جوناثان اخيراً بعائلته، مضيفاً: “كنت أنتظر هذا اليوم ببالغ الصبر بعدما بحثت الموضوع مراراً مع الرؤساء الأميركيين لسنوات عدة”.
عمل بولارد الذي ولد في تكساس في العام 1954، كمُحلّل استخبارات مدني في القوات البحرية الأميركية. واعتقلته السلطات الأميركية في تشرين الثاني 1985، وصدر حكم في حقه في العام 1987، بالسجن مدى الحياة، بعدما أقرّ بالتهم الموجّهة إليه بتزويد تل أبيب بآلاف الوثائق الدفاعية السرية، خلال الفترة من حزيران 1984 وحتى إلقاء القبض عليه. وتضمّنت الوثائق أنشطة تجسّس أميركية على دول عربية.
ونفت إسرائيل مراراً حتى العام 1998 أن يكون بولارد جاسوساً لحسابها، وفي العام 2008 منحته الجنسية الإسرائيلية.
وشكّلت قضية بولارد مطلباً أساسياً من كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بينما رفضت واشنطن منحه العفو أو تخفيف الحكم عليه.
وعلى الرغم من ذلك، كان بولارد ملفاً مطروحاً في بعض المساومات المقترحة المتعلّقة بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين أو مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
لكن هذه الجهود اصطدمت دائماً برفض واشنطن حتى أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) السابق جورج تينيت هدّد بتقديم استقالته في أحد الأيام.
ويُعتبر بولارد رمزاً للضرر الذي يُمكن أن تتعرّض له الولايات المتحدة من أقرب حلفاءها، إسرائيل. فالمحلل الاستخباراتي اليهودي كان يتجسّس على واشنطن إبان ذروة التعاون الاستراتيجي بين البلدين وفي أوج الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي.
وتقول بعض المصادر إن بولارد ربما سلّم بلداناً أخرى غير تل أبيب معلومات حسّاسة انتهى بها المطاف في أيدي الاتحاد السوفياتي.
وتسبّبت المعلومات التي نقلها إلى تل أبيب على سبيل المثال في تفجير مقر منظمة “التحرير الفلسطينية” في تونس العام 1985، وكذلك في قتل الرجل الثاني في المنظمة أبو جهاد في تونس العام 1988.
ووفقاً لشروط الإفراج عنه، ينبغي أن يبقى بولارد على الأراضي الأميركية مدة خمس سنوات، ما لم يسمح الرئيس باراك أوباما له بمغادرة البلاد.
ويقول أقارب إن الجاسوس السابق يفضّل الإقامة في تل أبيب مع الكندية اليهودية إستير زيتز، التي تزوّجها في السجن.