رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب يعلن تنحيه عن منصبه
يمن مونيتور/ وكالات
أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب، السبت، اعتذاره عن تشكيل الحكومة اللبنانية، فيما أشارت الرئاسة إلى قبول رئيس البلاد ميشال عون الاعتذار.
وجاء اعتذار أديب في تصريح مباشر بثته القنوات اللبنانية بعد لقاء جمعه بعون في القصر الرئاسي ببعبدا (ضاحية بيروت الشرقيّة).
وبرر أديب اعتذاره عن مهمته قائلا، إن “التوافق الذي قبلت به لتشكيل الحكومة لم يعد موجودا”.
وأضاف: “فور شروعي بالاستشارات لتشكيل الحكومة، أعلنت كتل سياسية عدة بأنها لن تسمي أحدا”.
وأردف أديب: “أبلغت الجميع أني لست بصدد اقتراح أسماء قد تشكل استفزازا لأي طرف”.
وفي ذات السياق، قالت رئاسة الجمهورية اللبنانية في تغريدة على “تويتر”، إن أديب عرض على عون الصعوبات والمعوقات التي واجهته في عملية تشكيل الحكومة، ثم قدّم له كتاب اعتذاره عن عدم تشكيلها”.
وأضافت الرئاسة اللبنانية، أن عون “شكر الرئيس المكلّف على الجهود التي بذلها وأبلغه قبول الاعتذار”.
الحريري يأسف لسقوط مبادرة ماكرون
من جهته، عبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، السبت، عن أسفه إزاء “فشل” مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن تشكيل الحكومة في لبنان.
جاء ذلك في بيان للحريري، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس المكلّف مصطفى أديب اعتذاره عن إكمال مهامه في تشكيل الحكومة.
وقال الحريري: “مرة جديدة، يقدم أهل السياسة في لبنان لأصدقائنا حول العالم نموذجا صارخا عن الفشل في إدارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية”.
وأضاف مخاطبا المؤيدين لسقوط المبادرة الفرنسية: “ستعضون أصابعكم ندما لخسارة صديق من أنبل الاصدقاء”، في إشارة إلى الرئيس ماكرون.
وأعرب عن أسفه “لهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب أن تتكرر لوقف الانهيار الاقتصادي ووضع البلاد على سكة الإصلاح المطلوب”.
وزراء سابقون يأسفون لضياع “فرصة إنقاذ البلاد”
بدورهم، عبر رؤساء وزراء سابقون في لبنان، السبت، عن أسفهم إزاء عدم استغلال السياسيين فرصة إنقاذ البلاد، في إشارة إلى المبادرة الفرنسية بشأن تشكيل الحكومة.
جاء ذلك في بيان باسم رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه، تعليقا على اعتذار رئيس الحكومة المكلّف مصطفى أديب عن إتمام مهامه في تشكيل الحكومة.
وذكر البيان أن الرؤساء الثلاثة آسفون من “أن يصار إلى الالتفاف على الفرصة التي أتيحت للبنان، ومن ثم إلى إجهاض جميع الجهود”.
وأشار إلى أنه “مع تكليف أديب بتشكيل الحكومة الجديدة، لاحت فرصة إنقاذ لبنان بتأليف حكومة تبدأ بالعمل على استعادة الثقة ووقف الانهيار الاقتصادي”.
واعتبر بيان الرؤساء الثلاثة أن “التكليف جاء استجابة لمطالبة شعبية عارمة بتأليف حكومة إنقاذ مصغرة، من الوزراء أصحاب الاختصاص والكفاءة المصممين على تنفيذ خطة تستهدف إنقاذ البلاد من الأزمات العميقة والمستفحلة”.
وأشاروا إلى أن “هذا التكليف والمواكبة جاء مع المبادرة الكريمة من الدولة الفرنسية الصديقة ممثلة بالرئيس ايمانويل ماكرون الذي زار لبنان مرتين متتاليتين خلال أسابيع قليلة (في أغسطس الماضي)”.
ولفتوا إلى أن المشاركين في مشاورات تشكيل الحكومة “أبدوا الاستعداد الكلي للتعاون والتسهيل من أجل إنجاز ذلك المسعى الانقاذي في مهلة أسبوعين”.
واستدرك الرؤساء الثلاثة أنه “أصبح واضحا أن الأطراف المسيطرة على السلطة لا تزال في حالة إنكار شديد ورفض لإدراك حجم المخاطر الرهيبة التي أصبح يتعرض لها لبنان”.
وتابعوا: “بالتالي هي (الأطراف التي لم يذكرها بالاسم) امتنعت عن تسهيل مهمة، ومساعي الرئيس المكلف مما أدى إلى إفشالها”.
وأشاروا إلى جهد أديب في الإسراع بتشكيل الحكومة، لكن “ذلك الجهد اصطدم بشتى أنواع العرقلة الداخلية والخارجية”.
وواجه تشكيل الحكومة عقبات، إذ تمسك بحقيبة المالية الثنائي الشيعي “حركة أمل”، برئاسة نبيه بري (رئيس مجلس النواب)، وجماعة “حزب الله” حليفة النظام السوري وإيران، المحور المعادي لإسرائيل حليفة واشنطن، وبعض الأنظمة العربية.
واعتبر أديب في تصريحه، أن” تشكيل حكومة اختصاصيين (الأمر الذي لم يتحقق) كان سيؤدي إلى دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان”.
لكن أديب دعا إلى “استمرار مبادرة الرئيس الفرنسي (بالنسبة للبنان) لأنها تعبر عن نية صادقة من فرنسا”.
وأطلق ماكرون المبادرة الفرنسية أخيرا بلهجة التهديد وإعطاء التعليمات إلى اللبنانيين، وتشمل تشكيل حكومة جديدة، وإصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي في لبنان، بحلول نهاية أكتوبر.
وفي 31 أغسطس الماضي، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، تكليف مصطفى أديب تشكيل حكومة، تخلف سابقتها برئاسة حسان دياب، التي استقالت في الـ10 من الشهر نفسه.
وتزامن التكليف مع زيارة تفقدية لبيروت، أجراها ماكرون، الذي تتهمه أطراف لبنانية بالتدخل في شؤون بلادهم الداخلية، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان. –