كيف يرى سكان صنعاء مرور ست سنوات على “حكم الحوثيين”؟!
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
مرَّت ستة سنوات على اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء، وفيما تحتفي الجماعة بهذه الذكرى يقول السكان إن حياة العاصمة أصبحت جحيماً في ظل سيطرة الحوثيين.
ويتذكر السكان مبرر الحوثيين لاجتياح العاصمة “إسقاط الجرعة”، بعد ست سنوات قام الحوثيون بفرض إتاوات وجبايات أضعافاً مضاعفة مقارنة برفع حكومة الوفاق -آنذاك- الدعم عن المشتقات النفطية.
وقال محمود صالح الذي يدير محل بقالة قرب جامعة صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن “أسعار المواد الغذائية تضاعفت أضعافاً منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء والجبايات مستمرة ولا تتوقف عن المحلات التجارية”.
ويشير “صالح” إلى أن ما يكسبونه من البيع والشراء يأخذه الحوثيون كجبايات للاحتفالات.
ويتفق معه أحمد ياسين الطالب في جامعة صنعاء وقال ل”يمن مونيتور” إنه “دراسته الجامعية أصبحت في مهب الريح وقد يتوقف عن الدراسة بسبب أن المبلغ الذي يأخذه من عمل في ورشة حدادة لا يكفي لاستمرار تعليمه”.
ويعتقد “ياسين” أن معظم سكان صنعاء ضاقوا ذرعاً بالحوثيين لكن لظروف “الحرب، وخوف القمع والاعتقال والقتل لا يملكون سوى الكلام”.
في صنعاء القديمة حيث سوق المدينة القديم يتكئ محمد الرحبي (50 عاماً) خارج محل شعبي لبيع “الجنابي” ويقول ل”يمن مونيتور” إن “السوق راكد، فلم يعد أحد يزور صنعاء القديمة كثيراً كما كان قبل 2014م”.
وأضاف أن “القدرة الشرائية للسكان أصبحت ضعيفة ومعظم الموظفين الحكوميين لم يتسلموا رواتبهم، من يشتري الجانبي اليوم هم الحوثيون”.
والجنبية اليمنية أساسية في الزي التقليدي لمعظم مناطق شمال اليمن، وتبلغ قيمة بعضها ملايين الريالات حسب عمرها وشكلها والشخصية التي سبق أن لبستها. وتتوارث العائلات “جانبي” أجدادهم.
ويضيف الرحبي: الناس يبيعون جنابيهم وأرث أجدادهم والحوثيون يشترون ويتفاخرون.
بالنسبة لبائع الأثواب على مدخل صنعاء القديمة فإن “الحوثيين لا يفرضون جبايات عليه”، لكن مسؤولين حوثيين -كما يقول- يعتبرونه جاسوساً فيضيقون عليه في مكان بيعه ويحدون من تنقله وسط السوق.
وقال إنه انتقل من منطقة ريمة إلى صنعاء للبحث عن عمل، وأحب عمله كبائع متجول “وباب اليمن -مدخل صنعاء القديمة- الشهير هو المكان المناسب لبيع الأثواب، فمعظم هذه المنطقة لمن يقدم من القرى لشراء مستلزمات منازلهم ودكاكينهم”.
وقال مسؤول حوثي لـ”يمن مونيتور”: إن جماعته تمكنت من فرض الأمن في صنعاء بالقوة، ولن يكون هذا الأمن متوفراً في محافظات أخرى لمعارضيهم.
وعن شكاوى أصحاب المحلات من الجبايات خلال السنوات الست أضاف: نحن في حالة حرب وعلى الجميع أن يسلم فرقه- يقصد المال- أو يرسل أولاده للجبهات؛ لا يصح ندافع عنهم وما زالوا يشتكوا.
يعتقد الرحبي و”صالح” و”ياسين” أنه لا شعبية للحوثيين في صنعاء، حتى “أولئك الذين قتل أولادهم في صفوف الجماعة ينقمون على الحوثيين، ويريدون خروجهم من صنعاء واستعادة مؤسسات الدولة”.
يشير مصطفى أحمد الذي يملك محلاً للحليّ الشعبية إلى أن “الحوثيين بطشوا خلال ست سنوات، ولا أحد يريدهم في صنعاء، تنتهي الحرب وسيجرفهم سكان العاصمة من الشوارع”.
قُتل شقيق مصطفى الأصغر (16 عاماً) في صفوف الحوثيين قبل عامين، لكنه يقول إن “الحوثيين قاموا بالسيطرة عليه دون معرفة العائلة وأرسل لجبهات القِتال”. صورة شقيقة تحتل واجهة للمحل التجاري، ويضيف مصطفى أن “كُثر لا يريدون الحوثيين حتى وإن اعتقد الجميع أن صنعاء القديمة حاضنة للجماعة”.
في وسط صنعاء القديمة يوجد الجامع الكبير بصنعاء وهو واحد من المعالم التاريخية المرتبطة بوصول الإسلام إلى اليمن قبل 14 قرناً، وتنتشر شعارات الحوثيين قرب المسجد التاريخي الذي تعتبره الجماعة مسجداً “للمذهب الزيدي”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.