كيف تعرف الحيوانات طريقها دون أن تضيع؟
كثيرة هي النقاشات التي تقارب قدرة الحيوانات على القيام بأمور تبدو شبه مستحيلة، كأن يعود كلب إلى صاحبه رغم انتقاله إلى مكان بعيد، لكن العلم أكد قدرة بعض الحيوانات على الحفظ والإدراك، إنطلاقًا من عوامل وخصائص متعدّدة.
يمن مونيتور/متابعات
كثيرة هي النقاشات التي تقارب قدرة الحيوانات على القيام بأمور تبدو شبه مستحيلة، كأن يعود كلب إلى صاحبه رغم انتقاله إلى مكان بعيد، لكن العلم أكد قدرة بعض الحيوانات على الحفظ والإدراك، إنطلاقًا من عوامل وخصائص متعدّدة.
لا يمكننا للأسف ان نسأل كلبًا او قطة، او حتى طيرًا او سلحفاة او خنفسة، ما هي أقصر الطرق الى البيت، ولكن لو استطاع كل هؤلاء التحدث لقالوا الكثير، بل والكثير جدًا. يعتقد العلماء ان قدرات الحيوانات على تلمّس الطريق الى أماكنهم الأصلية أشبه ما يكون بالصندوق الاسود في الطائرات، هذه القدرات عادت الى عناوين الأنباء مُجددًا، وذلك بعد أن قطع كلب 11 ميلًا من بيت مالكه الجديد الى بيت صاحبه القديم، وأغرب ما في هذه القصة ان الكلب انتقل الى بيته الجديد بالسيارة وليس سيرًا على اطرافه، ما يعني أنه لم يحفظ الطريق. وهناك قصة آخرى يعود تاريخها الى عام 2013 عندما قطعت قطة مسافة 200 ميل على مدى شهرين لتلتحق بأسرتها، التي انتقلت للعيش في مكان آخر في الولايات المتحدة. فكيف يحدث هذا وكيف نفسّر هذه القدرات لدى الحيوانات؟
يعتقد العلماء ان طيور البحر تعتمد على الشمس والنجوم في حركتها، ولا يمكن لهذه الطيور ان تضيع إلا عندما تكون السماء مغطاة بالغيوم، فيما تعتمد حيوانات اخرى على مغناطيسية الارض، مثل الفقمات والحمام.يي
أما بالنسبة للحيوانات اللبونة، خاصة الكلاب والقطط، فلديها وسائل عديدة تستدل من خلالها على الطريق، ومنها حاسة الشم لدى الكلاب. وقال بوني بيفر، المدير التنفيذي للمدرسة الاميركية لدراسة سلوك الحيوانات، إن مسافة 11 ميلًا ليست طويلة بالنسبة لكلب، وهو يعتقد ان الكلاب إن لم تستخدم رائحتها الخاصة، فإنها تستخدم رائحة الاشخاص الآخرين، وربما تستخدم ايضًا رائحة شجرة او كلب مجاور، او رائحة تعرفها في الجوار، فتتبعها لتصل الى المكان الذي تريد الوصول اليه.
فيما يعتقد الخبراء بأن القطط تعتمد على المجال المغناطيسي، مثل اغلبية اللبائن، كونها لا تمتلك حاسة شم بقوة حاسة الشم لدى الكلاب. وقال بيفر: “هناك دراسات تظهر أن آذان اغلب اللبائن تحتوي على الحديد، وربما يساعدها هذا في الاستدلال على طريقها”، مشيرًا الخبير إلى وجود ادلة على ان البقر والغزلان وغيرها، تستطيع التمييز بين الشمال والجنوب.
لكن بيفر قلّل من شأن قصص ضياع الحيوانات وعودتها الى منازلها واصحابها الاصليين، قائلًا إن هناك الآلاف من القطط والكلاب تضيع ولا تستطيع العودة الى اصحابها. ويعتقد الخبير أن حالات النجاح نادرة في الواقع، غير ان الناس والإعلام يضخمونها، وينسبون الى هذه الحيوانات قدرات اكثر مما تملك، حسب رأيه. مع ذلك، أقرّ الخبير بوجود امور كثيرة لا نعرفها عن الحيوانات، غير انه اكد أن العلم ماضٍ في محاولة الكشف عن هذه الاسرار الكثيرة.
المصدر: ايلاف