ارتفاع أسعار الوقود يعيد الحمير للخدمة جنوبي اليمن
يمن مونيتور/ فرانس برس
يسقي أبو محمد اثنين من الحمير القليل من المياه قبل عرضهما للبيع وسط مدينة عدن جنوب اليمن، بينما يؤكد التاجر الذي يدعى أحمد شوق (38 عاما) الذي يعرض الحمارين في منطقة كريتر وسط المدينة أنه “كلما ارتفع سعر الوقود وكلما زادت مشقات الحياة ارتفع الطلب على الحمير أكثر وأكثر”.
وتخضع عدن لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، والذي يتصارع مع الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً.
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات الجيش المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو ست سنوات.
لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم من أبوظبي.
وبينما يغرق اليمن في أزمته التي تصفها الأمم المتّحدة بأنها الأسوأ في العالم، بات معظم السكان يعتمدون على المساعدات.
وأصبح سعر لتر البنزين نصف دولار أميركي تقريبا، هو ثمن باهظ بالنسبة للمدرسين مثلا الذين يتقاضون رواتب شهرية تعادل قيمتها نحو 25 دولارا فقط.
ويتزامن ذلك مع انهيار حاد في قيمة العملة اليمنية حيث بلغ سعر الصرف في عدن 800 ريال يمني مقابل دولار واحد بعدما كان يعادل 610 ريالات في يناير الماضي بحسب دراسة نشرتها صحيفة “الأيام” المستقلة في عدن.
كافة الأحياء
وكان استخدام الحمير شائعا بكثرة في عدن التي بني جزء منها فوق بركان، قبل استخدام وسائل النقل الحديثة.
ويتوجه أبو محمد عادة إلى محافظة أبين (شمال عدن) لأن الحمير أقل تكلفة.
وقال “مثل هذا الحمار تصل تكلفته إلى 30 ألف ريال ونشتريه من مدينة أبين وأيضا العربة بـ15 ألف ريال”، موضحا “يمكن أن تحصل يوميا على 7 آلاف إلى 8 آلاف ريال كأرباح بينما لا يكلف إطعام الحمار سوى 150 ريالا”.
وبالنسبة للتاجر، فإن “(بيع) الحمير أزال عني عبئا كبيرا. لدي تسعة أولاد فمن أين يمكنني إطعامهم؟ كل أسعار المواد الغذائية مرتفعة. من أين نعيش؟ وإذا ذهبت للبحث عن وظيفة لن أجد”.
وأضاف “بدأت بالعمل في هذا المجال منذ عامين ونصف (…) بفضل الله ثم بالحمار هذا الرزق أصبح متوفرا وكل شيء متوفر”.
ازدهار تجارة الحمير في اليمن في غمرة الحرب
ويأتي زبائن أبو محمد من كافة أحياء عدن من المعلا الذي يعد من أرقى الأحياء في المدينة ومن أحياء أخرى مثل التواهي ودار سعد وغيرها. ويبيع شهريا ما بين 20 إلى 30 حمارا.
ويرى أبو محمد أنه “كلما ارتفع سعر الوقود وزادت مشقات الحياة، ارتفع الطلب على الحمير أكثر وأكثر” مؤكدا أن “الوقود ينقطع في بعض الأحيان لـ15 يوما ويطلب منا الناس أن نقلهم معنا بالحمير”.
وفي شوارع كريتر، أصبح مألوفا رؤية مجموعة من الحمير يجلس عليها أطفال بينما يقومون بنقل المياه أو عربات محملة بمنتجات وبضائع مختلفة.
ويشير محمد أنور الذي يقيم في عدن إلى أنه قرر شراء حمار من أجل جلب الماء، ويؤكد الأب لثلاثة أطفال أنه “لولا أن لدينا حمار لن نحصل على المياه”.
لكن حتى الحمير قد تصبح بعيدة عن متناول السكان.
وأوضح “ارتفعت أسعار الحمير بسبب ارتفاع أسعار الوقود. أصبح سعر الحمار يصل إلى 70 ألفا أو 80 ألفا أو 100 ألف ريال، ولا يستطيع الفقراء شراءه”.