يديرون مشاريع… تزايد عمالة الأطفال في العاصمة صنعاء
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
يغسل محمد محسن، صبي يمني يبلغ من العمر (13 عاما) السيارات من الصباح الباكر حتى غروب الشمس في العاصمة اليمنية صنعاء لكسب القليل من المال لشراء الطعام.
يساعده شقيقيه الأصغر في تنظيف نوافذ السيارات بالصابون والتلميع بقطعة قماش مبللة لكسب لقمة العيش وإعالة أسرتهم.
الأشقاء الثلاثة هم طلاب في المرحلة الابتدائية، لكنهم لجأوا إلى غسيل السيارات بعد أن غرقت عائلاتهم في الديون الثقيلة بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ 2014م.
والدهم محسن، مثل العديد من الموظفين الحكوميين الآخرين، لم يحصل على رواتبه منذ سبتمبر/أيلول 2016، عندما تم نقل البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة، مما تسبب في وقف دفع الرواتب لأكثر من مليون من القطاع العام.
لجأ إلى العمل اليومي الذي لا يكفي لدفع إيجار المنزل. أدت الضائقة الاقتصادية المستمرة إلى تفاقم معاناة الأسرة والعديد من العائلات الأخرى في المدن الشمالية.
اقترض الأب المزيد من المال لبدء مشروع صغير لغسيل السيارات في مايو/آيار. اشترى مضخة مياه صغيرة وخزانًا صغيرًا للمياه وقام بتركيبها في زاوية شارع بالقرب من منزلهم.
يعمل أطفاله الثلاثة الصغار في مشروع غسيل السيارات، بينما يواصل العمل مقابل أجر يومي في مكان آخر.
تسببت الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات في انهيار اقتصاد البلد الفقير، تاركين العديد من العائلات دون خيارات كثيرة.
وقال الأخ الأوسط مختار، 10 أعوام، ل(شينخوا): “لسنا مثل الأطفال الآخرين الذين يذهبون للعب والاستمتاع بالحدائق، يجب أن نعمل لشراء الطعام لعائلتنا”.
وبالمثل، تحول العديد من الأطفال الآخرين إلى عمالة أطفال رخيصة بعد انزلاق البلاد في حرب أهلية.
دمرت الحرب البنية التحتية للبلاد واستهدفت العديد من الصناعات الحيوية، وألحقت أضرارًا بالشركات، وتسببت في فقدان الآلاف من الوظائف وتركت ملايين العائلات تكافح من أجل البقاء.
يقول برنامج الغذاء العالمي إن أكثر من 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، محذراً من أن مستوى الجوع الحالي في اليمن الذي مزقته الحرب قد وصل إلى مستوى “غير مسبوق”.
وقالت المنظمة إن العديد من العائلات في اليمن لم تعد قادرة على تحمل تكلفة وجبة واحدة في اليوم.
ترك الصراع ما يقرب من 80 في المائة من سكان البلاد الذين يعانون من سوء التغذية يعتمدون على المساعدات الإنسانية الأجنبية، مما أدى إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.
قال محمد إنه ساعد والده في شراء الطعام والماء والأدوية واحتياجات الأسرة الأخرى، مضيفًا أنه سيحاول المساعدة في دفع إيجار المنزل هذا الشهر.
وقال بصوت خانق “لكننا نواجه مشكلة”. “الناس الذين اقترض والدي منهم طلبوا منه سداد الدين وإلا فإننا سنخسر المشروع”.
ودخلت اليمن في حالة حرب منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
المصدر الرئيس