كلما تأزم موقف المحاصصة على السلطة ومصادر الثروة في بلدي اليمن , نسمع صراخ تماثيل المصالح والمطامع , والتهديد والوعيد بشعارات مستهلكة ( لن نفرط بالحرية والاستقلال ولن نقبل بغير تضييق الجغرافيا ) .
الشعوب وحدها صاحبة المصلحة الحقيقية بالحرية والاستقلال , وحق تقرير المصير , والى جانبها العقول المتحررة من الماضي البائس والحاضر الاسي .
ما اصاب الناس من خيبات تكفي لتفجير وعي يدرك حجم الكارثة ,و ان لا أمل في من رهن نفسه لأجندات خارجية , وتسكنه نزعات طائفية مناطقية , وارتهن لصراعات عبثية , لا تنفع ولا تذر , لكل من كان منبع للكراهية والعنصرية , وظيفته كسمسار في مزاد بيع وطن , واقتطاع أطرافه كهدية , لداعم يتوجه كملك وامير وسلطان والبقية راعية مستسلمين طائعين .
تماثيل نصبتها الحرب العبثية , واستوعبتها اطماع اقليمية ودولية , واليوم مرتهنة في فنادق فخمة , ومبهورة بالأبراج الزجاجية , تستخدم كأدوات احاكة للمعارك العبثية , اوصلت البلد لمستوى تحت خط الفقر وانهيار قيمي واخلاقي , وتقديم عدن والجنوب والمناطق المحررة كمثال سيئ مع فارق في التمييز , وإدراك هذا الفارق .
خيبة أمل , جعلت المواطن يصل لقاع الفقر , والنافذ يعتلي منبر الثراء , تفوقت البندقية على العقل والفكر والمنطق , وصار للعبثين والباسطين والناهبين والقتلة والمجرمين ثكنات عسكرية تشرع لهم اعمالهم بقانون القوة , والعقل والفكر اذا نطق يطارد بزوار الليل , في بلد يفتقد لمقومات الحياة وسبلها .
البلد بفضل تماثيل مرتهنة ومهانة , في عنق الزجاجة , الموطن بلا كرامة , والأرض بلا سيادة , وثروات وهبها الله ممنوع استثمارها لخير الامة وارتقائها , إفقار البلد وجعله مجرد متسول , لا كهرباء ولا ماء , وغلاء الأسعار , ثمن الأسماك والخضروات فوق قدرة الشراء , في بلد يمتلك أرض طيبة وسواحل ممتدة وغنية , تنهب وتداس بإذلال الطامعين والاحتكارات الرجعية ودول التحالف , وتماثيلها المرتهنة .
مع وجود نسبة من الشرفاء والانقياء , وهم مهددون مثلهم مثل هذا الشعب المغدور , الغلبة و القرار والاختيار خارج قدرتهم , البندقية و المال المدنس بيد تلك التماثيل , التي صارت تمثل مكينة شر تحصد ارواح الشرفاء والاحرار , لتسهيل احتلال الارض واحتكار المقدرات , وكسر ارادة الناس , واهانة كرامتهم .
البلد تحتاج لتحديث يعيد الأمور لجادة الصواب , ورفض التماثيل المرتهنة في فنادق الرجعية العربية والتائهين بين الأبراج الزجاجية , و المبهورين بسلطة اقطاعية , ومدن المومس والقوادين , طاولة التآمر على العروبة والاسلام , وفتح منافذ للصهيونية لاختراق الامة وتبديد قدراتها واستلاب ارادتها .
المدن والجزر اليمنية تنتفض اليوم لترفض هذا الارتهان والتبعية والتماثيل الغبية , تنتفض في سقطرة والمهرة وحضرموت وابين وشبوه وعدن الابية ولحج تقاوم بشدة , الناس تصرخ عاليا بروح بالدم نفديك يا يمن , ولن ترى الدنيا على ارضي وصيا , تنتفض لتنفض من على كاهلها الخيبة , لتعيد الامل والتفاؤل بمستقبل افضل ودولة اتحادية حرة ابية , لا فيها نفوذ منطقة ولا طائفة ولا ايدلوجيا , فيها نظام وقانون يضبط العلاقات ويحكم السياسات , وصندوق انتخاب مصدر أرادت الناس واختيارهم وحق تقرير مصيرهم , وحريتهم واستقلالهم .