اشتراطات الحوثيين على لسان متحدثهم محمد عبدالسلام ليست جديدة ولا يمكن إرجاعها إلى التقدم الذي تحقق لهم ببعض الجبهات مؤخرا وإن كان هذا جزءا من جملة عوامل تشكل أساس قناعتهم وموقفهم من الحل السياسي والسلمي للحرب التي اشعلوا شرارتها بكل مكان قبل أن تتوسع لتحرقهم ومعهم اليمن للأسف.
اشتراطات الحوثيين على لسان متحدثهم محمد عبدالسلام ليست جديدة ولا يمكن إرجاعها إلى التقدم الذي تحقق لهم ببعض الجبهات مؤخرا وإن كان هذا جزءا من جملة عوامل تشكل أساس قناعتهم وموقفهم من الحل السياسي والسلمي للحرب التي اشعلوا شرارتها بكل مكان قبل أن تتوسع لتحرقهم ومعهم اليمن للأسف.
عبدالسلام يجدد تمسك جماعته بما يُعرف بـ”النقاط السبع”,وهي حصيلة مشاورات أحادية الجانب مع المبعوث الأممي في مسقط تمثل التفافا للقرار الدولي(2216)وتعكس عدم رغبتهم أصلا بالحل السلمي وإلا فمرجعيات التسوية معروفة وأولها القرار المذكور الذي يلزمهم بتنفيذه فورا ودون شروط وقبل الدخول بأي نقاش سياسي.
اشتراطه في تصريحات لـ”صدى المسيرة”,التمسك بها بالمحادثات يؤكد ما تناولناه بأكثر من مقال عن العراقيل أو الألغام الكثيرة في طريق التوصل لأي نهاية سياسية للحرب الدائرة منذ سبعة أشهر.
حتى الآن اعترافهم بالقرار الدولي كلام نظري وإن كان مكتوبا إلا أنه ومع ذلك مرواغ ولا يعترف بشرعية الرئيس المعترف به محليا ودوليا ولا يؤكد حتى على وجود رغبة للسلام بدليل استمرارهم بالاختطاف بدلا من الإفراج عن المختطفين ظلما بسجونهم.
والغريب والمثير للتساؤل أنهم حتى اليوم لم يعلنوا عن أسماء وفدهم التفاوضي ولا يزالون يدرسون أجندة ومسودة الحوار الأولى فيما يشير إلى عدم عقد المحادثات منتصف الشهر كما كان مرجحا بل وربما لن تنعقد حتى آخره خاصة مع زعم وكالة إيرانية أن المحادثات ستجرى في فبراير من العام القادم.
في المقابل أعلنت الحكومة عن أسماء وفدها للمحادثات القادمة برئاسة عبدالملك المخلافي وهي من كانت تتحفظ وترفض الموافقة للحضور حتى حصولها على التزام حقيقي وكامل بالقرار وأن يكون النقاش محصورا فقط بالبحث في تنفيذ القرار وهذا ما ليس واضحا حتى اللحظة.
إذا تجاوزنا مسألة عراقيل الوصول إلى مؤتمر”جنيف1″,بغض النظر عن موعد انعقاده هذا الشهر أو الذي يليه,فإن المطبات الأخطر التي تضعف احتمالية التوصل لاتفاق سياسي أكبر وهي تتعلق بالمسائل الجوهرية والأساسية للتسوية المفترضة.
واحد من هذه الألغام وضع الرئيس هادي وهل سيقبل خصومه بعودته خاصة وأنهم يرفضون ذلك بل ويتجاهلون الحديث عنه بتصريحاتهم ورسائلهم للأمم المتحدة باعتباره – من وجهة نظرهم – صفحة طويت ولا عودة له لمنصبه وهو ما يرفضه هو ومؤيدوه والتحالف من بعدهم.
الأمر الآخر انسحاب مليشيات الحوثي من المحافظات وتسليمها السلاح المنهوب وهو ما ترفضه وتعتبره وفق متحدثها بمثابة خط أحمر غير قابل للمساس به,وهذا ما يعيدنا لما قلناه مرارا أنهم لم يعترفوا بالقرار الدولي وما يعلنوه مجرد مواقف نظرية للاستهلاك الإعلامي.
وفق هذه المواقف لا يمكن التعويل على التوصل لتسوية سياسية قريبة في ظل عدم تسجيل تنازل من قبل الانقلابيين لصالح التزامهم بالقرارات الدولية ولا يبدو أنهم سيفعلون ذلك إلا إذا خسروا عسكريا وتقلصت خريطة سيطرتهم على المحافظات.
يجب أولا إزالة المطبات والألغام قبل السير في طريق التسوية.