طبيب يمني يعالج الفقراء من سيارته: أوقفني إذا كنت بحاجة إلى استشارة طبية
يمن مونيتور/ الفرنسية/ ترجمة خاصة:
في بلد مزقته الحرب ويكافح الآن فيروس كورونا، يقوم طبيب يمني بإعطائه نصائح طبية من سيارته في شوارع صنعاء.
تقرأ ملصق كبير على النافذة الخلفية لسيارة سامي يحي الحاج: أوقفني إذا كنت بحاجة إلى استشارة طبية” إلى جانب شخصية كرتونية للطبيب الملتحي وهو يرتدي نظاراته المربعة.
وبينما يقدم التشخيص والوصفات للفقراء، يدق هاتف الطبيب برسائل ومكالمات من المرضى الذين يسعلون ويشرحون مرضهم.
قال الحاج إنه بدأ في تقديم استشارات مجانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه أراد بعد ذلك الوصول إلى أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى هذه التكنولوجيا.
وصرح لوكالة فرانس برس “فكرت بالفقراء والمحتاجين في الشوارع الذين لا يستطيعون الحصول على مشورة طبية او لا يملكون المال لذلك”.
يواجه اليمن ما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم. قتلت الحرب بين الحكومة والحوثيين عشرات الآلاف وشردت أربعة ملايين شخص.
يعاني العديد من اليمنيين من سوء التغذية والأمراض في ظل انهيار نظام الرعاية الصحية في البلاد، مما جعله عرضة بشكل كبير لانتشار فيروس كورونا.
في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، يوقف “الحاج” سيارته بجانب سيارة شخص آخر دعاه.
يقول الرجل: زوجتي تعاني خلال الأسبوع أو الأسبوعين الماضين. يطلب منه الحاج النزول وشرح وضعه. بعد استشارة على الطريق يقدم الحاج بدوره روشته من الفيتامينات.
قال الحاج، الذي لديه ما يقرب من 18000 متابع على فيسبوك: “نحن الأطباء في الخطوط الأمامية لهذا الوباء الحالي، ويجب علينا نشر النصائح حتى خارج المنشآت الطبية”.
وقال “يجب أن نحافظ على صحة الفقراء ونحافظ عليها لأن صحتهم جزء من المجتمع بأسره”.
سجلت الحكومة اليمنية رسمياً مئات حالات الإصابة بالفيروس التاجي، بما في ذلك 112 حالة وفاة.
ولكن وفقا للأمم المتحدة، لا تزال الفحوصات والإبلاغ محدودين، ومن المرجح أن معظم المناطق في البلاد تأثرت.
قال أحد أنصار الحاج في منشور على فيسبوك مشيداً بمساهمته “النبيلة والجميلة”: “هنا طبيب يمني يعالج الفقراء مجاناً في الشوارع، أتمنى أن يفعل كل الأطباء اليمنيين نفس الشيء في الوضع الحالي الذي نحن فيه”.