هل فشل الحوثيون في احتواء “كورونا” في مناطق سيطرتهم؟! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أبدى سكان في العاصمة اليمنية صنعاء غضبهم من تهرب جماعة الحوثي المسلحة عن مسؤولية مواجهة وباء كورونا في مناطق سيطرتهم وإلقاء اللوم على المنظمات الأممية العاملة في البلاد.
وجاء في بيان الحوثيين في ساعة مبكرة الجمعة إنهم “وضعوا خططاً لمواجهة الوباء في اليمن تتناسب مع الظروف المعيشية بعد الاستفادة من تجارب الدول الأخرى للتعامل مع الجائحة”. متهمين منظمة الصحة العالمية بتقديم “اختبارات”/ومحاليل غير دقيقة.
وفي رد الجماعة على الانتقادات بأنها تخفي عدد الإصابات بوباء كورونا في مناطق سيطرتها إن “كثير من دول العالم تعاملت مع حالات الإصابة كأرقام وإحصائيات مما أثر سلبا على الحالة النفسية والمناعية للمجتمعات”!
وضع سيء وغياب إجراءات
مصدر مسؤول في وزارة صحة الحوثيين في صنعاء قال لـ”يمن مونيتور” إن “الوضع الوبائي في صنعاء وعمران وذمار وإب” سيئ للغاية ويجب إغلاقها تماماً والبدء بالتعامل معها عبر منظمات دولية وليس سلطة الحوثيين.
وأضاف المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خشية انتقام الحوثيين أن “الإصابات بالعشرات يومياً في المحافظات الأربع السابقة”.
وقال المصدر إن الحوثيين سيجتمعون بمدراء المستشفيات وطلاب الكليات الطبية لحثهم على المشاركة في مواجهة الوباء، لكن لم يتم تحديد الموعد بَعد.
ولفت المصدر إلى أن الاجتماع الأخير بالمستشفيات الخاصة كان سلبي للغاية فلم تقدم الوزارة أي أدوات وقاية للمستشفيات أو دعم مالي ودوائي لها لاستقبال طوارئ الحالات المحتمل إصابتها.
وتحدث سكان في صنعاء منذ مطلع مايو/أيار الجاري عن وفيات بالعشرات، وقال حفارو قبور إنهم لم يحفروا قبوراً بهذا العدد مطلقاً منذ توليهم المسؤولية في مقابرهم.
تفشي مرعب
وتابع اليمنيون في مناطق الحوثيون “البيان” واعتبروه صادماً، وتأكيد أن الجماعة المسلحة فشلت في احتواء الوباء على الرغم من مليارات الريالات التي جمعتها من التجار من أجل مواجهته. وقالوا إن الجماعة المسلحة تخشى انكشافها بصفتها مليشيا مسلحة غير قادرة على إدارة مؤسسات الدولة.
وأكد الحوثيون أن الوباء تفشى في “أمانة العاصمة” وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، وهي المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية في البلاد
وقال حلمي الصلوي، الذي يعمل في مخبز بصنعاء لـ”يمن مونيتور” إنه أطلع على تلفزيون المسيرة (ناطق باسم الحوثيين) التي أذاعت بيان “وزارة الصحة، وهو يثير القلق أكثر بكثير من نشر الإحصائيات”.
الصلوي يعتقد أن الجماعة المسلحة فشلت في احتواء الفيروس ويبدو ذلك واضحاً من “البيان، السيء”.
يتفق الطبيب عمر سالم الذي يعمل في مشفى حكومي مع اما ذكره الصلوي وقال لـ”يمن مونيتور”: البيان عبارة عن خطبة جمعة وليس بياناً باسم وزارة في ظل تفشي الوباء.
كان يفترض بالحوثيين -كما يقول سالم- تقديم معلومات حقيقية عن طبيعة تفشي “كوفيد-19 ” في مناطق سيطرة الجماعة وليس البحث جهة لإلقاء اللوم عليها.
يشير سالم إلى أن بيان الحوثيين تأكيد أن “مصابين بالوباء تم الإفراج عنهم ولم يتم عزلهم وجعلهم الكوادر الطبية عرضة للفيروس وهو ما سيؤدي إلى وفاة عشرات الأطباء أو بأقل تقدير توقفهم عن العمل وسط تفشي الوباء”. في إشارة إلى حديث الحوثيين أن “الاختبارات” التي قدمتها منظمة الصحة كانت غير دقيقة.
لماذا تملك اليمن إصابات قليلة بفيروس كورونا؟!.. مجلة أمريكية تجيب
إغلاق صنعاء
وقال الناشط محمد غالب، لـ”يمن مونيتور”: ان من صاغ البيان يبدو أنه لايعرف معناها لأنه لم يقدم أي معلومة ولا أرقام.
ويعتقد غالب الذي يعيش في صنعاء أن “العاصمة أصبحت بؤرة تفشي الوباء وأنها نقلته إلى باقي المحافظات والقرى والعزل الأكثر فقراً”.
ويقول سالم إن من المفترض “إغلاق العاصمة صنعاء تماماً واعتبارها بؤرة تفشي الفيروس ومنع الدخول والخروج منها وفرض حظر قاس على السكان حتى يتم التعرف على حجم انتشار الوباء”.
أما أمين العديني الذي يملك محل تجارة جملة في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: إن الحوثيين جمعوا المال من التُجار وأصحاب المحلات والشركات لمواجهة كورونا وعندما انتهوا من الجمع اتضح للجميع إنهم يكذبون وأنهم يعتمدون على المنظمات من أجل مواجهته.
العديني يرى أن “الحوثيين لم يقوموا بأي جهد لمواجهة كورونا، وأن المستشفيات المدعومة من المنظمات الدولية ستجد نفسها هالكة وممتلئة بسبب عدم وجود إجراءات من السلطة للحد من تفشي”.