كتابات خاصة

غباء مُقطَّر!

قد تلقى أحدهم يروي نكتة في مجلس عزاء..
أو يأتي أحدهم الى وليمة ثم يزعم أنه صائم.. قد تُقابِل شخصاً محدود التعليم، أو ربما لا يقرأ ولا يكتب، لكنك لا تستصغر مقامه لديك أو تحطّ من شأنه. فقد تجده شفيف الروح أو طيب القلب، وقد تلمس فيه قدراً من ذكاء، فليس للذكاء علاقة بالتعليم من عدمه. فالحق أن هناك علاقة مؤكدة بين جودة التعليم وذكاء المجتمع. ولكن لا علاقة حقيقية بين مستوى التعليم والذكاء الفردي عند الأشخاص.
لكنك بلا شك لن تشعر بارتياح على الاطلاق حين تقابل شخصاً غبياً بليداّ بمعنى الكلمة، وربما كان يحمل أعلى الشهادات الجامعية. وتشعر حينها أن الغباء فيه نابع من روحه، وأن البلادة جزء من تكوينه الجيني. هل عمرك شفت كمية غباء في أحدهم ” تتطعفر ” فوق ثيابه؟
قد تلقى أحدهم يروي نكتة في مجلس عزاء..
أو يأتي أحدهم الى وليمة ثم يزعم أنه صائم..
أو يتقدم أحدهم الى خطبة احداهن، وبعد أن يرى أختها يخطبها فوراً..
وقد يكذب أحدهم على شايب مريض بالقلب عن وفاة ابنه لمجرد مزحة 1 ابريل..
وربما يشعل أحدهم النار في بيته ليتدفأ من البرد الشديد.
ان في امكانك التعامل مع محدود الذكاء أو قاصر العقل، أو في امكانك أن تحبه أيضاً لصفاتٍ أخرى طيبة أو مميزة فيه.. لكن كيف يمكنك التعاطي مع الغبي؟
ان غباء الروح – كما يرى بعض أهل العلم – يختلف كثيراً عن غباء العقل. وأن النوع الأخير يُحتمَل ويُعالَج، أما الأول فعصيٌّ على الاحتمال والعلاج معاً.
وفي لحظةٍ ما، تشعر كأنَّ أحد الأغبياء يُفاخِر بغبائه، كما يُفاخِر العالِم بعلمه والأديب بأدبه والتلميذ النجيب بمحصوله من علامات التفوق!
ولا شك في أن أولئك الحمقى في كتاب الجاحظ لم يتوافروا في ذلك الزمن البعيد وحده دون غيره من الأزمنة اللاحقة، بل أن زمننا الراهن توافرَ على نماذج شتى من الحمقى يزيدون في حمقهم على حمقى الجاحظ بدرجات وفراسخ.
هؤلاء ابتعدْ عنهم فوراً، فهم لعمري أخطر من ناقلي فيروس كورونا في هذي الأيام، بل لا تتزوج منهم أيضاً لأن عدواهم ساحقة ماحقة، قد تتناقل عبر الأولاد والأحفاد لعدة أجيال!
وتنتقل المصيبة في هذا المضمار الكارثي للضرر بالدول والشعوب والمجتمعات – وليس الأفراد والجماعات المحدودة فحسب – حين يصل بعض هؤلاء الحمقى الى سدَّة الحُكم وموقع القرار. فاذا وجدت أحد هؤلاء في احدى تلك المواقع فاعرف أنك وبلدك وشعبك على شفا هاوية لا قرار لها ولا نجاة.
**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.
*** المقال يعبر عن رأي كاتبه.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى