المرأة اليمنية تنافس الرجل في سوق العمل
كم من أناس هجروا من أعمالهم غصبًا عنهم وكم هم الناس الذين تركوا وظائفهم وراحوا يبحثون عن غيرها بسبب عدم حصولهم على عائد من تلك الوظائف. من عادات الحروب على مر السنين أنها لا تأتي بجميل قط، بل إن مساوئها لا تكاد تحصى وإن اجتهد الناس بحصرها .
والبطالة هي أخطر مساوئ الحرب التي أثقلت كاهل الشعب اليمني الذي يعاني من فقر كبير وبطالة وبؤس حتى من قبل اندلاع النزاع قبل سنوات.
كم من أناس هجروا من أعمالهم غصبًا عنهم وكم هم الناس الذين تركوا وظائفهم وراحوا يبحثون عن غيرها بسبب عدم حصولهم على عائد من تلك الوظائف.
أضرب لذلك مثالًا المعلمين في المدارس الحكومية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي . وغير ذلك من الوظائف التي كانت تمارس وتمشي في الواقع على قدم وساق.
ومع هذا الأمر المنغص والوضع المزرى تجد ما يمكن أن يشعرك بنوع من الأمل وهو دخول المرأة اليمنية سوق العمل.
المرأة اليمنية اليوم تجتاح سوق العمل منافسة الرجل وبشكل جميل؛ فهي تعمل في المحلات التجارية وتعمل في بعض المطاعم ولم يعد مكان عملها في المدارس والمستشفيات فقط؛ بل ارتقت أكثر لتظهر من قدراتها في مجالات متعددة بعد ما كانت مكبوتة في زاوية واحدة هي التربية والتعليم في البيت أو المدرسة.
والجميل في هذا هو أن وعي الرجل ونظرته لها بدأت ترتقي أكثر وبدأ ما يسمى بالعيب يتلاشى قليلًا من هذا المجتمع المعاني، فالرجل بحاحة ماسة لدعم المرأة له في هذه الظروف القاسية التي أجبرته على ذلك.
تقول إحدى العاملات في أحد المحلات التجارية أنها تعمل ساعات من النهار مقابل مرتب ليس بالكبير ولكنه مفيد لها ولأسرتها في ظل هذه الأزمة الخانقة، مضيفة أن زوجها كان في السابق ممن يعيب على المرأة أن تعمل لكنه تقبل الواقع على مراراته قائلًا: أن الأوضاع لها حكمها على الناس.
ويقول آخر إن الوعي بدأ يظهر قليلًا في المجتمع اليمني القبلي وأن دخول المرأة سوق العمل ليس بالأمر المعيب خصوصًا إذا كانت تعمل بحدود لا تتجاوز الأخلاق والقيم التي يفرضها الدين والعرض.
كم هو جميل أن يستفيق الشعب اليمني من الغفلة التي يعيشها وأن يغير من نظرته المحصورة تجاه المرأة، فالمرأة هي شريكة للرجل إذا نظر لها من هذه الناحية على أنها عضو فعال في المجتمع يمكن أن يكون لها دور فعال لا يتقنه غيرها.