نذر مواجهة تقترب بين الجيش اليمني وقوات المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا
عقب المواجهات الأخيرة التي شهدتها مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين يمن مونيتور/ عدن/ خاص
شهدت الأسابيع الأخيرة من شهر أبريل الماضي، أحداثاً هامة في مسار الأزمة اليمنية لا سيما بعد إعلان المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً ما أسماه “الإدارة الذاتية” للمحافظات الجنوبية، ما دفع بالحكومة اليمنية إلى التلويح بشن عملية عسكرية جديدة لإنهاء تمرد الإنتقالي.
والإثنين، بدأت بوادر مواجهة جديدة بين الجانبين، في محافظة أبين الواقعة شرق العاصمة المؤقتة عدن حيث ترابط القوات الحكومية الموالية للحكومة المعترف بها دولياً هناك منذ أحداث أغسطس 2019، وتقول الصادر إن المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
مواجهات أبين الأخيرة، دفعت الحكومة اليمنية، فجر الثلاثاء، إلى التلويح بمعركة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ودعته للتراجع عن التمرد المسلح وإلغاء خطوته المتهورة بإعلان “الإدارة الذاتية” للجنوب اليمني، كحل وحيد يحفظ الدماء من اندلاع معركة وشيكة.
ووصفت وزارة الخارجية اليمنية، في سلسلة تغريدات على حسابها الرسمي بموقع تويتر، التحشيد العسكري للمجلس الانتقالي في أبين بـ”المستفز”.
وذكرت أن المجلس الانتقالي لم يكتف برفض الاستجابة لدعوات الحكومة والتحالف ومجلس الـمن والمجتمع الدولي بضرورة الرجوع عن خطوته المتهورة فيما أسماه “الإدارة الذاتية للجنوب”، بل أنه أيضا استمر في زعزعة الأمن والاستقرار في سقطرى ومؤخرا في أبين بقيامه بالتحشيد العسكري المستفز.
وفيما أكدت التزامها بتنفيذ اتفاق الرياض كونه “خارطة الطريق الآمنة”، توعدت الحكومة اليمنية باللجوء إلى الخيار العسكري، باعتبار أن مسئولية الجيش الوطني هي الدفاع عن الوطن وحماية أمنه وسلامة أراضيه والتصدي لكل تمرد مسلح وما يترتب عليه من تقويض لمؤسسات الدولة وسلطتها الشرعية.
وقالت الخارجية إنه “على المجلس الانتقالي أن ينصاع وينفذ استحقاقات اتفاق الرياض ويتراجع عن إعلان ما اسماه الإدارة الذاتية، وإلا فسيتحمل المسؤولية عن كل ما سيترتب على استمرار تمرده”.
واتهمت الشرعية المجلس الانتقالي بالتعنت المستمر مع كل جهود تنفيذ اتفاق الرياض، والإصرار بشكل غير مبرر على في تمرده المسلح وتقويض عمل مؤسسات الدولة بما في ذلك تعطيل عمل الفرق التابعة لوزارة الصحة المعنية بالتصدي لجائحة كورونا في عدن.
“حرب وسوم”
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي “حرب وسوم” بالتوازي مع المعارك التي اندلعت في أبين، وحاول كل طرف الانتصار للطرف الذي يسانده مع نشر مقاطع فيديو وصور لما يجري في أرض المعركة في المحافظة الجنوبية.
وأطلق أنصار الحكومة اليمنية وسم “#معركة_الفجر_الجديد”، ليتصدر قائمة الأعلى تداولا على موقع “تويتر” مؤقتا بأكثر من 7000 تغريدة، وتفاعل فيه مغردون لدعم سعي القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على أبين والدخول منها نحو مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد.
بالتوازي بدأت عناصر الإمارات بالرد عبر بوسم “#معركه اجتثاث الإرهاب”، ليتصدر قائمة تويتر بـ 45 ألف تغريدة، متهمين الحكومة باستخدام عناصر من تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في المعارك الدائرة، شارك في الحملة مغردون أمنيون تابعون لأبوظبي وآخرون عسكريون في اليمن موالين لها.
وأعلن طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الذي يقود آلاف المقاتلين المدعومين إماراتيا في مدينة المخا غرب البلاد، رفضه، بشكل ضمني، للنوايا الحكومية بشن حرب ضد المجلس الجنوبي أو استعادة عدن.
وقال طارق صالح، في تغريدة على تويتر “عدن بحاجة إلى دعم وإغاثة ومعدات طبية، بحاجة إلى فرق طبية لا فرق اقتحام ومعدات عسكرية”.
ونشر المغرد الأمني الإماراتي المثير للجدل حمد المزروعي، صور للطيران الإماراتي بعد قصف قوات الجيش اليمني في أحداث أغسطس 2019 والتي أودت إلى مقتل 300 جندي يمني وإصابة العشرات، في إشارة تهديد تبدو واضحة لأي محاولة جديدة للجيش اليمني باتجاه استعادة عدن من سيطرة الموالين لها.
“تحشيد عسكري”
وبعد ساعات من الموقف السياسي الصادر عن وزارة الخارجية، علّق الجيش اليمني رسميا، على التحشيدات التي يقوم بها المجلس الانتقالي والاشتباكات التي دارت في محافظة أبين، جنوبي البلاد.
وكشف المتحدث الرسمي للجيش الوطني، عبده مجلي، أن قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، تلقت بلاغات من قيادة محور أبين، تشير إلى وجود تحشيد لمليشيات تابعة لما يسمى بالانتقالي في زنجبار و”قرية الشيخ سالم” ومنطقة “الطرية”.
وأتهم مجلي، ما وصفها بـ”مليشيا الانتقالي” باستفزاز قوات الجيش الوطني في منطقة شقرة، وذلك بإطلاق قذائف الهاون على مواقعهم في منطقتي “الكلاسي” و”شقرة”، وفقا لتصريحات نقلها موقع وزارة الدفاع.
وذكر مجلي، أن الوحدات العسكرية الحكومية “اضطرت للرد على تلك الاستفزازات والنيران، والدخول في الاشتباك مع تلك المليشيات”.
يأتي ذلك، في وقت تشهد فيه البلاد موجة تفشي جديد لوباء كورونا المستجد، وسط تحذيرات أممية، من تفاقم معاناة المواطنيين في ظل تفشي العديد من الأمراض والأوبئة الأخرى لاسيما في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والتي شهدت مؤخراً وفاة العشرات من الأشخاص بالحميات ووباء كورونا. ,