الإصابة الأولى بكورونا في “تعز اليمنية” تثير مخاوف السكان وسط “نظام صحي” ضعيف (تقرير خاص)
توفيت الحالة الأولى المصابة بفيروس كورونا في مدينة تعز اليمنية وسط البلاد، في ظل تزايد خوف أبناء المدينة من تفشي الفيروس، وتأثيره على حياتهم اليومية.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من فايقة حسين
توفيت الحالة الأولى المصابة بفيروس كورونا في مدينة تعز اليمنية وسط البلاد، في ظل تزايد خوف أبناء المدينة من تفشي الفيروس، وتأثيره على حياتهم اليومية.
وقال شقيق الحالة الأولى التي توفيت: نحن لا نعلم هل أخي يحمل الفيروس أو لا يحمله، نحن نعلم وعبر فحوصات لدينا من فترة طويله بأن أخي لدية ربو حاد وضيق بالتنفس، ومريض قلب، وهذا ما جعلنا نحضره الى قسم الصدر بمستشفى الجمهوري مثل كل مرة.
وقال لـ”يمن مونيتور”: لم نتأكد من إصابته، ولم يتم اتخاذ أي إجراء صحي بالحجر أو منع من الحضور لزيارة أخي.
ولفت إلى أن زوجة شقيقه تعيش في منزلها بصحة جيدة “ولا صحة لما ينشره الإعلام عن إصابته”.
تطورات الحالة الأولى
مدير قسم الشرطة في حي الجمهوري بتعز النقيب “عاصم عقلان” قال إنه تلقى البلاغ عن حالة الإصابة عبر المواطنين بأن هناك حالة اشتباه بكورونا، “تم تبليغ عمليات الأمن وعمليات الأمن تمت ابلاغ لجنة الطوارئ من أجل اخذ الإجراءات اللازمة تجاه الحالة المشتبه بها”.
شهيد العامري وهو طبيب عام كان مسؤولاً عن الحالة أثناء وصولها قال لـ”يمن مونيتور” إن “الحالة وصلت متأخرة إلى المستشفى، ولم يتم الفحص عليها، وتم وضع أكسجين وبقت تحت الرعاية، ثم تم طلب الفحوصات اللازمة (التلفزيون وجهاز محوري للصدر وتخطيط قلب) واتضح ارتفاع درجة الحرارة بشكل غريب وصعوبة بالتنفس”.
يضيف العامري “عند مراقبة الحالة اتضح بأن الأكسجين الذي يحتاجه لا يتناسب مع الذي يتم إعطائه بين (74-80) ولهذا زادت حالته سوءاً مما اضطرنا لعمل أجهزة التنفس الصناعي لإنقاذ حياته”.
وقال العامري: إن مركز العزل لا يتوفر فيه اجهزة صناعية كافيه حيث يتوفر فيه اثنان فقط والثالث يتم المراجعة للحصول عليه”. مؤكداً أن فرق الاستجابة هي من جاءت وأخذت عينات للحالة وفحصتها وظهرت الحالة ايجابية وصرحت لمكتب الصحة بأنها كورونا.
وقال طبيب رفض كشف اسمه لـ”يمن مونيتور” ويعمل ضمن الكادر التمريضي في مستشفى الجمهوري حيث جرى معالجة الحالة الأولى إن هناك حالتان بنفس الأعراض توفيت الأولى والثانية في العناية المركزية. واثبت وجودهما في أحد الأسواق المحلية لبيع الأسماك “والغريب من وجود اهالي الحالتين ليسوا بحجر صحي ومتواجدين جوار مرضاهم”.
طاقم طبي دون مستلزمات
من جهته يقول نشوان الحسامي مدير مستشفى الجمهوري العام في المدينة إنه جرى الإبلاغ عن الحالة عبر مدير مكتب الصحة العامة و”أنها ستصل إلى مستشفى الجمهوري، قمنا باستقبالها عبر كادر طبي بوسائل وقاية وحماية”.
وأضاف الدكتور الحسامي لـ”يمن مونيتور”: “أن الطاقم الطبي والتمريضي متوفر في قسم العزل الذي تم استحداثه خلال الفترة السابقة في أيام قليلة جداً حسب توجيهات الصحة العالمية بأن يكون مستشفى الجمهوري مركز للعزل الصحي في حال أن توفرت حالة مرضيه”.
يعود ذلك إلى أن “المستشفى الجمهوري كان يعتبر مركز عزل لأمراض الصدر (السل لرئوي – والتهابات الرئة الحاد) وهذا القسم الان في إطار التأثيث والتجهيز”.
ولفت الحسامي إلى أن القسم كان جاهزاً “لحظة وصول أول حالة لمرض كورونا كان جاهزاً من حيث الطاقم الطبي والتمريضي”.
وأشار إلى أن “التجهيزات الأخرى للقسم ليست كاملة، مما اضطرنا بأن نأخذ العناية المشددة لأمراض الباطنية ووضعنا فيها الحالة المصابة، وهذا الامر جعل العناية متوقفة ولا نستطيع استقبال امراض غير مرض كورونا”.
ولفت إلى أن المستلزمات الطبية “ليست متوفرة لعدد كبير من الحالات المرضية، وإنما لحالة مرضية واحده، وإذا وجدت عدة حالات سنقع في مأزق كبير، كون المخزون لا يكفي لا أكثر من حالة واحدة وسينفذ خلال ايام قليلة”.
وكان مكتب الصحة في تعز عقد مؤتمراُ صحافياً في المدينة دعا إلى دعم مستشفيات المدينة متحدثاً عن وضع مأسوي للغاية.
مخاوف السكان من المستشفى
وتظاهر عشرات السكان في المدينة مطالبين بإخراج المصابين من مرضى المستشفى الجمهوري خوفاً من انطلاق عدوى في الحي حيث يوجد المستشفى.
أحمد الشميري أحد المتظاهرين “يقول خرج أهل الحي إلى بوابتي المستشفى من أجل المطالبة بخروج الماصبين، أن كانت مصابة بفيروس كورونا بالفعل، لأن المستشفى لا ينفع لأن يكون مركز عزل او مركز حجر، ونتمنى من الجهات المعنية بأن تعمل بإخراج الحالة فوراً”.
لكن الحسامي مدير المستشفى قال لـ”يمن مونيتور”: إن مستشفى الجمهوري هو مركز عزل وليس مركز حجر صحي لأن الجميع يعلم بأن الحجر الصحي بمنطقة الضباب خارج المدينة، بينما داخل المستشفى مركز عزل علاجي فقط، حيث أن مستشفى الجمهوري يعتبر مكان جيد للعزل الصحي وذلك لتوفر بوابة خاصة له ومدخل خاص ومنافذ كبيرة بعيدة عن الأمراض والناس.
وأضاف الحسامي “المظاهرات التي حصلت أمام المستشفى سببها الأول الإعلام، وطريقة نقله للخبر مما جعل المواطن في حالة فوضى وقلقل وخوف وجعل أهالي الحي الذي بالقرب من المستشفى بأن يصيبوا بالهلع والخوف على حياتهم وحياة ابنائهم، حيث يظن البعض بأنه ينتقل المرض إليهم عبر الهواء، ونحن نعاني من الثقافة الصحية المنعدمة عند معظم المواطنين”.