كتابات خاصة

بلدة طيبة خالية من كورونا

افتخار عبده

في السابق كانت النظرة لليمن الحبيب من قبل الدول الأجنبية نظرة مغايرة لما هي عليها اليوم.

في السابق كانت النظرة لليمن الحبيب من قبل الدول الأجنبية نظرة مغايرة لما هي عليها اليوم.
كانوا ينظرون لها بعين الإشفاق فهي الدولة القائمة على شفا حفرة من الموت.. يموت فيها – في اليوم والليلة – كثير من الناس قتلًا واغتيالًا ومرضًا شديدًا، وجوعًا في أوقات أخرى.
ومنهم من ينظر لها نظرة الحقد، والخوف منها؛ فهي الدولة التي يسودها الإرهاب ويستشري في جسدها، وهي الدولة التي لا يدخلها أحد إلا أصيب بالبلاء جراء ماهي عليه.
واليوم تأتي القوانين الكونية لتغير من الوضع ولتحدَ من هذه النظرة التي ملها الشعب المكافح وعُير بها سنوات طوال.
اليوم تأتي الأقدار لتثبت للعالم أن اليمن هي يمن الأمن والإيمان، فالناس في غير اليمن يعيشون الخوف والهلع، جراء انتشار هذا الوباء الخبيث المسمى كورونا المستجد الذي جاء لينشر عدالة السماء، فلم يفرق بين صغير أو كبير، ولم يفرق بين غني أو فقير؛ بل شرع ينهب الأرواح من أمامه كما نهبت الحربُ أرواح الأبرياء في بلدي الحبيب؛ بل أعظم من ذلك بكثير، ولبلاءُ الوباء أشد فتكًا من وباء الحرب التي عشناها وتعايشنا معها سنوات.
لا توجد حالة إصابة بوباء كورونا   في اليمن الحبيب الأمر الذي لفت انتباه الكثير من الناس في العالم كله.
إن هذه الدولة الممقوته التي كان ينظر لها بعين الازدراء من قبل البعض، ترتقي اليوم لتكون محط أنظار من يحبون الحياة، من الذين كانوا قد ملوا سماع الموت فيها!، كم أنت عظيمٌ أيها الرب الرحيم.
 هذه الدولة التي كان الناس يشدون الرحال منها بحثًا عن الأماكن الراقية والمال الكثير، أصبح المغتربون عنها في شوق شديد لها وللعيش فيها كيفما كانت الحياة.
هذه الدولة التي وصمت بالإرهاب من قبل العالم، ترسل رسائلها المتواصلة اليوم لصانعي السلاح ولزارعي الإرهاب فيها أنها بلد الأمن والإيمان.
فهي آمنة لولا دسائسهم وهي مستقرة لولا حقدهم الدفين عليها وعلى أهلها.
ألا إنها البلدة الطيبة فسبحان الرب الغفور.
**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.
*** المقال يعبر عن رأي كاتبه.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى