لله أعدل أن يجمع بين عسرين، هذا هو شعور أبناء اليمن المحتسبين أمرهم لله في مواجهة مرض كورونا، الذي أرعب العالم بأسره وجعله يعيش القلق العظيم ليل نهار منتظرًا الموت بأية لحظة.
لله أعدل أن يجمع بين عسرين، هذا هو شعور أبناء اليمن المحتسبين أمرهم لله في مواجهة مرض كورونا، الذي أرعب العالم بأسره وجعله يعيش القلق العظيم ليل نهار منتظرًا الموت بأية لحظة.
لقد ألفت اليمن الموت منذ بداية الحرب إلى الآن ولم تزل تتجرع مرارته بكل حين، فبين الساعة والأخرى يسقط قتيلٌ أو يموت مريضٌ مقعد، لذا ترى الناس في اليمن متعايشين مع الوضع في سنوات الحرب وكذلك هم متفائلون أن لن يزورهم هذا الوباء – مع توخيهم الحذر إزاء ذلك- والقلقُ فيهم غير القلق الذي تعيشه الدول الأجنبية التي تربت على الدلال والأمن والاستقرار والبذخ الكبير، واليوم هي تذوق الموت بكل لحظة بسبب وباء لم يكن في الحسبان أبدا.
أولئك يموتون في الوباء، وهم الذين قد أبدعوا كثيرًا في صناعة الأدوية والمعدات الطبية واكتشاف دواء لكل مرض جديد، وأبناء اليمن يموتون قتلًا واغتيالًا بالأسلحة التي صنعها أولئك الذين يموتون اليوم بهذا الوباء فهم صنعوها لإبادة البشرية وإثارة القتال بين أبناء الإسلام، فيما بينهم، والله قد أرسل لهم مقابل ذلك هذا الوباء مكافئة لهم على إبداعهم في الصنع وحقدهم العظيم على الإسلام وأهله، وهي رسالة من رب العباد تقدم اليوم لعالم البشرية أن الله يعدل بين عباده وهو الذي يمهل ولا يهمل وقوته فوق كل قوة في الأرض”” وفوق كل ذي علم عليم””، الآية .
فالله أعدل أن يجمع بين عسرين، وهذا هو الحديث الذي يتحدث به الناس في اليمن الحبيب ويتحاورن به في الممرات والطرقات العامة؛ بل إن الكثير من أبناء اليمن يقسمون أن لن يدخل هذا الوباء بلدهم فنصيبها من النكبات قد أتاها وظل فيها سنوات والعالم يشاهد ذلك كل يوم، ومنهم من يعمل على مدار الساعة لاستمرار اليمن في تجرع الموت، وإن منهم من يتفاوض على قتلها ومنهم من يقتسمونها لتكون لهم وتسحت سيطرتهم.
فكن بعيدًا عنا أيها الوباء فنحن الذين نعيش (على العافية) وعلى قليل من الأمل المرجو تحقيقه من رب العباد، اللهم السلامة ليمن الإيمان وللإسلام وأهله.