ما بين الكتب والبندقية علاقة حميمة عظمى صنعها ويصنعها بعض طلاب محافظة تعز، هم الطلاب والمجاهدون في الوقت ذاته حملوا هم العلم والدفاع عن الوطن ما بين الكتب والبندقية علاقة حميمة عظمى صنعها ويصنعها بعض طلاب محافظة تعز، هم الطلاب والمجاهدون في الوقت ذاته حملوا هم العلم والدفاع عن الوطن الحبيب؛ لذا فهم الذين لا تثنيهم أية عائقة عن القيام بالدفاع عن الوطن وفي الوقت ذاته يمارسون حياتهم اليومية بكل نشاط واجتهاد.
طلاب جامعيون باتوا صفحات من الإصرار العظيم والتحدي الكبير، يعيشون بين الأقلام والذخيرة وبين الكتب والبندقية، فذاك سلاحهم للتزود بالعلم المفيد وذاك سلاحهم للذود عن هذه المدينة الحرة الأبية بأبنائها العظيمة بإصرارهم ودفاعهم.
إنهم يحملون بين أضلعهم حبا عظيما لهذه المحافظة الحالمة وحبا للعلم والاطلاع فقد نذروا حياتهم لهذين الأمرين اللذين من ورائهما يزدادون شموخا وكبرياء أمام العدو المتربص بهم بين الحين والآخر.
من خلال عزيمة أولئك الطلاب تستشف معنى الكرامةِ وتذوق طعماً آخر للحرية ممزوجاً بالكفاح والإصرار للوصول إلى الذروة .
كم هو حماسي فعلهم عندما يقضون الليل في الجبهات يتربصون بالعدو بين الرياح العاتية والبرد الشديد، يضاحكون قمر هذه المدينة الحرة تحت جنح الليل، يخبرونه أن لا مجال سيترك للعدو للنيل من المدينة الجاثمة تحت ضوء ذاك القمر الجميل، ثم يخبرون النجوم أنهم أحرار كهي تماما، وأن بإمكانهم إعطاء هذه المدينة ضوءاً من نوع آخر يسمى الكرامة وأنهم نجوم المدينة تفخر بهم كما تفخر بتلك النجوم التي تحرسها في السماء طوال الليل وتبات تسبح للحي القيوم أن يحميها من بطش الأعداء.
ولكم هو رائع عندما تجدهم يقضون ساعات من النهار بالتحصيل العلمي والبحث والاجتهاد كأنهم يقولون للعدو لا يعنينا وجدودك شيئا ولن يحبطنا مهما طالت الأسباب؛ فأنتم مدحورون منها عاجلا أم أجلا وسنمارس حياتنا كيف نشاء نحن لا كما تشاؤون أنتم ..فهذه هي حياتنا والمدينة مدينتنا وأسلحتنا بأيدينا والشجاعة قد رضعناها مع حليب الأمهات؛ لذا فلن يكون لكم وجود في قابل الأيام وإن حاولتم فلن تتقدموا شبرا ما دمنا على قيد الحياة.
تلك هي العزيمة التي يتمتع بها أولئك الطلاب المجاهدون المرابطون في جبهات القتال التائقون إلى العلم والعمل المعرفي، قد يتغيب بعض الطلاب عن الحضور إلى محاضرات الجامعة بسبب رباطه نهارا في جبهات القتال، وهناك يقضي نهاره مراقبا العدو ومتابعا لكتبه يقرأ ويجتهد يكتب ويجمع المعلومات حتى لا تفوته فرصة الحضور إلى محاضرات الجامعة وبالتالي يكون حاضرا في العلم وحاضرا هو أيضاً في الجهاد.
وللمذاكرة حكاية أخرى جميلة في المتارس يصفها أحد الطلاب قائلاً : المذاكرة في المتارس لها مذاق خاص فهي ممزوجة بطعم الحرية مفعمة بالحماس الشديد؛ فأنت هنا مجاهد مرتين، مرة في التحصيل العلمي ومرة أخرى في دفاعك عن المدينة، مدينتك الأم التي وهبتك كل ما تستطيع أن تقدمه لك، ولو كان بيدها أن تهب لك أكثر من ذلك لما توانت لحظة واحدة قط، هنا فقط يصفي الطالب ذهنه إلا من شيئين اثنين هما الدفاع والتحصيل.
يصف الطالب نسمات الهواء التي تأتيهم وقت المقيل بأنها ينابيع الحرية وهمسات الإباء تخبر الأبطال أن واصلوا ما أنتم عليه فالنصر قريب، وإنك لو زرت المكان لوجدت ما هو أروع من ذلك وأعظم، فالطلاب هم أبناء العلم وعشاق الجهاد جعلوا من الجبهات بيوتا لهم يأتونها بكل حين ويباتون فيها منعمين بكل وسائل الحياة الكريمة ولها تستمر حياتهم حتى في أيام الاختبار هم يذهبون إلى الجامعة لأداء الاختبار ثم يعودون إلى المكان المعشوق، وإن من الطلاب من يرتقي شهيدا إلى بارئه هناك ليترك المجال للآخرين في الذود عن المدينة وإكمال المسيرة التعليمية .
هناك أيضا طلاب كافحوا وصابروا وصمدوا كثيرا، حتى كان موعدهم الرباني بقرار إلهي لتوديع المتارس والكتب والأصدقاء؛ ليذهبوا حيث اختارهم الله إلى جوار الأنبياء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.